حدد علماء أيرلنديون وألمان كيف يمكن لخلايا مناعية معينة أن تعمل مع بعضها بعضا في الدهون لإحداث التهاب يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، كما حددوا طرقا جديدة لاستغلال تنظيم هذا الالتهاب في الأنسجة الدهنية، وبالتالي اقتراح طرق جديدة للتحكم في السمنة.
ورد ذلك في موقع جامعة ترينيتي الأيرلندية (ترينيتي كوليدج دبلن)، الذي أشار إلى أن هناك وباء عالميا من السمنة لدى البالغين والأطفال، حيث يميل الأشخاص البدينون للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وهناك حاجة إلى علاجات جديدة للمساعدة في معالجة هذه المشكلة.
وحدد العلماء في دراستهم كيف تغير الخلايا المناعية و"بروتينات نقاط التفتيش" الخلايا الالتهابية داخل الأنسجة الدهنية لتسبب السمنة.
وأظهر العلماء بعد ذلك أن التعديلات فيما يسمى ببروتينات نقاط التفتيش المناعية للفئران في النظام الغذائي الغربي"عالي الدهون" ارتبطت بالانخفاض الهائل في الإصابة بالسمنة ومرض السكري.
نُشرت الدراسة في مارس/آذار الجاري بالمجلة الطبية الحيوية الدولية (ScienceTranslational Medicine)، وقادها البروفيسور بادريك فالون من كلية الطب في كلية ترينيتي في دبلن، والدكتور كريستيان شوارتز، زميل سابق فيترينيتي وهو الآن محقق رئيسي في مستشفى جامعة إرلانغن.
وعلق فالون بأن هذه العملية الجديدة لتنظيم نقاط التفتيش للخلايا في الدهون الحشوية للأفراد الذين يعانون منالسمنة المفرطة تعزز فهمنا لكيفية سيطرة جهاز المناعة على زيادة الوزن التي يسببها النظام الغذائي والتي يمكن أن تؤدي إلى حالات مثل السمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
وأضاف أن اكتشافهم له تأثيرات أوسع على معالجة كيفية تأثير السمنة على الاعتلال المشترك مع أمراض أخرى، كما هوموضح في جائحة كورونا، حيث يكون الأفراد المصابون بالسمنة المفرطة بفيروس كورونا أكثر عرضة للإصابة بمرض شديد يتطلب رعاية مركزة، كما أنهم عرضة لمخاطر متزايدة تؤدي للوفاة.
وقال الدكتور شوارتز إنهم قاموا في دراستهم بتحليل وظيفة نقاط التفتيش المناعية في خلايا معينة ومن الرائع أن يروا أن تغييرا طفيفا في واحدة من العديد من مجموعات الخلايا في الدهون له تأثير كبير على نتيجة المرض.
وأضاف أنهم تمكنوا، من خلال جهودهم البحثية الأساسية باستخدام نماذج ما قبل السريرية، من الوصول إلى عينات المرضى وربط نتائجهم بالأمراض البشرية، وسيكون من المثير للاهتمام الآن تقصي كيفية التلاعب ببروتينات نقاط التفتيش هذه على مجموعات خلايا معينة لصالح مساعدة الأشخاص المصابين بالسمنة.
وبحثت الدراسة في التغيرات الالتهابية لدى مرضى السمنة، المصابين أو غير المصابين بداء السكري من النوع الثاني.