كاتبة سعودية تحذر من المبالغة في الاحتفاء بقرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة

كاتبة سعودية تحذر من المبالغة في الاحتفاء بقرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة

حذرت الكاتبة الصحفية د.دلال بنت مخلد الحربي من المبالغة في الاحتفاء بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، لأن هذا الأمر دفع بشامتين للنظر إلى المملكة العربية السعودية وكأنها مملكة من خارج التاريخ - بحسب رأيها.

وأكدت "الحربي"، في مقال نشرته بصحيفة "الجزيرة، أن هذا القرار السيادي الحازم والحاسم وضع الأمور في نصابها الصحيح، وطوى صفحة لم تكن جيدة باعتبار أن المملكة آخر دولة في العالم تقود بها المرأة السيارة رسمياً.

وقالت الكاتبة: لا شك أن هذا القرار يخفف على المرأة أعباء كثيرة، ويساعد شريحة كبيرة من الموظفات والعاملات على الأخص على قضاء حوائجهن، وهن في الحقيقة أكثر المستفيدات من هذا القرار؛ لأن معظمهن لا يملكن القدرة على جلب السائق الخاص.. إذن الشريحة المستفيدة هي الشريحة العاملة في أي مجال كانت، وفي أي موقع.

وترى الحربي أن الاحتفال يجب أن يكون بحدوده المعقولة؛ فإن كانت قيادة المرأة للسيارة تأخرت لأسباب، إلا أنها تحققت بقرار سيادي حازم وحاسم، وهو ما عُرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسنده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وترفض الحربي اعتبار قرار قيادة السيارة مقياسًا لحصول المرأة على حقوقها، وتقول: "لكن يجب ألا نجعل من هذه المسألة مقياساً لتقدم المرأة وأخذ حقوقها متناسية ما حصلت عليه المرأة عبر العقود السابقة، وما قدمته المرأة نفسها من أعمال كبيرة في شتى المجالات، وتناست أسماء نساء عرفن حتى في الغرب وكانت لهن إسهامات علمية وحضور مشرف".

شاهد أيضاً: رغم بدء تنفيذ قرار قيادة المرأة.. لماذا خلت مكة من نساء تقود السيارات؟

وتضيف الدكتور د.دلال بنت مخلد الحربي: "لنتذكر اليوم أن هناك مئات النساء اللاتي كن يقدن السيارة في البادية، وكن يعتمدن عليها في تنقلاتهن بحكم الحاجة، ولنتذكر أن أولئك النساء مارسن هذا الحق فعلياً منذ أكثر من أربعين عاماً تقريباً، وكانت الحاجة تدفعهن لذلك ومجتمعهن كان يقبل ذلك دون تحفظ أو تشكيك".

هذا وتجدر الإشارة إلى أن قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة والذي أصدره سمو الملك سلمان بن عبدالعزيز قبل عدة أشهر، دخل حيز التنفيذ بدءاً من يوم الأحد الماضي الموافق 10 من شهر شوال، وهو القرار الذي قوبل باستحسان الكثيرين واعتبره البعض قراراً تاريخياً.

وقد بدأت بعض الفتيات والسيدات في مناطق مختلفة في المملكة العربية السعودية في قيادة سياراتهن في الساعات الأولى من هذا اليوم التاريخي، وحرص بعضهن على توثيق الحدث بالصور والفيديوهات للتعبير عن فرحتهن بهذا الحدث الكبير.

الكاتب: محمد شريف
المزيد