نظرة على "مطل حافة العالم" في السعودية

نظرة على "مطل حافة العالم" في السعودية

أطلق السعوديون على موقع جبلي تاريخي، يدعى مطل، اسم "مطل حافة العالم"، لما يوفره من مناظر طبيعية خلّابة مطلة على وديان كثيرة، ما يجعله بمثابة معلم طبيعي نادر بنظر العديد من الأشخاص الذين يزورونه.

"المطل" الذي يشبه في تركيباته الحجرية معلم "غراند كانيون" الأمريكي في أريزونا، يقع في قرية العيينة في نهاية سلسة جبال طويق، التي تمتد لمسافة 700 كيلومتر من الأردن إلى المملكة العربية السعودية.

ويطل المنحدر الصخري الشاهق على واد كبير، يبدو وكأنه لا نهاية له، ما أعطاه اسمه "حافة العالم".

ورغم أن المنطقة ما تزال "شبه سرية" على النطاق العالمي، إلّا أنها تجذب العديد من محبي المغامرات والسكّان المحليين. وأجريت أبحاث ودراسات تتكهن أن الموقع في الحقيقة غُمر بالمياه منذ حوالي 13 مليون سنة.

سبب التسمية

أما سبب تسمية الموقع باسم "نهاية العالم"، فوفق ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط" المحلية في تقرير سابق، أجمع كثيرون على أن التسمية تعود لأحد أفراد الجالية الأوروبية، الذي ترجم أول شعور يراود من يقف على المرتفعات الجبلية هناك.

ولكون جميع ما يحيط بالمكان من جبال تعتليها أطراف متهدمة، وتتحدرها مساحات شاسعة، تأخذ أشكال قيعان بحار جافة خالية، تفتقر إلى مقومات الحياة، فإنها توحي بأنها نهاية الحياة.

كما أن منطقة جبال طويق تتشابه بتضاريسها ومعالمها الجغرافية مع المطل الذي اشتهر في "جراند كانيون" بولاية أريزونا الأمريكية.

أما تسميته بجبل طويق فذلك لإحاطته بواحدة من الصحاري في المملكة العربية السعودية، أي إنه يطوقها مثل الطوق.

قبلة سياحية

تتكون جبال طويق من الحجر الجيري والطين، كما أنها غنية جداً بالأحافير التي تدل على تاريخها العريق وكذلك المتحجرات والشعاب المرجانية والأصداف والأمونايت، وغيرها من الكائنات الحية، وكل ذلك ترسب قبل 160 مليون سنة، لتتحول فيما بعد إلى واحدة من أكبر المصادر النفطية، كحقل نفطي هائل في المنطقة الشرقية.

ويتوافد على هذه المنطقة العديد من السياح، وذلك لكونها مركزاً هاماً للغاية للاستكشاف والمغامرة.

كما أنها لا تبعد كثيراً عن العاصمة السعودية الرياض.

وتنطلق رحلات جماعية لمقيمين وأجانب في زيارات دورية إلى هذه الحافة الصخرية الهائلة، ويقصدها كثير من محبي الطبيعة والتشكيلات الصخرية الغريبة، والمرتفعات الهائلة التي تطل على قرى، وأودية، ومزارع، وكثبان رملية، في تشكيلات طبيعية مذهلة.

ويسلكون عدة طرق للوصول إلى الحافة للاستمتاع بمنظر بيئي وجيولوجي فريد، عبر تلك المنحدرات الكبيرة عند بداية وادي حنيفة، على جبل يسمى فهرين، بارتفاع شاهق، لأكثر من 100 متر.

يتسلق الجبال في طويق العديد من الهواة ومحبي الرياضات والسياحات الصحراوية، حيث إنه يشتهر بتشكيله الصخري الذي يمتلك حواف حادة، والكثير من أشجار السنط الذي يلقب بألماس الصحراء مما يسهل عملية التسلق.

ويعمد الكثيرون إلى جمع معداتهم وقضاء أيام ممتعة في تجربة فريدة من نوعها، ودائماً ما كانت هذه المنطقة معبراً للمسافرين والباحثين عن تجارب ساحرة لقضاء أجمل الأوقات.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد