ما حكاية "البلدة المدفونة" في الإمارات؟ (صور)
على بُعدِ حوالي كيلومترَين جنوب غرب منطقة (المدام)، على طول الطريق الواصل بين (دبي) و(حتا)؛ تقع بلدةٌ صغيرة مهجورة، كانت تعيش فيها قبيلة (قطبي)، وهي واحدة من القبائل الثلاث التي برزت في تلك الفترة وعاشت في ناحية (المدام)، ولسببٍ غير معروف حزمَ السّكان حقائبهم وتركوها منذ أكثر من عقدٍ مضى.
كشفت دائرة التخطيط والمساحة بالشارقة عن أن السبب الرئيس لعدم إزالة بيوت هذه القرية المدفونة، التي كانت تعرف سابقاً باسم قرية «الغريفة» هو تعذر وصول الجرافات إليها في ذلك الوقت نظراً لوقوعها في منطقة صحراوية تحيط بها الرمال من جميع الجهات، ولعدم وجود طرق ممهدة أو شوارع مرصوفة تسهل وصول الجرافات إليها فتُركت بيوتها على حالها ولم تتم إزالتها.
دعت مؤسسة الشارقة للفنون أفراد المجتمع لتقديم جميع المواد البصرية والأدبية والصوتية التي تتعلق بتاريخ «القرية المدفونة» وذلك في إطار مشروع بحثي تعمل المؤسسة على تنفيذه بهدف توثيق التاريخ العمراني والإنساني للقرية، وتأمل المؤسسة عبر التعاون المثمر لأفراد المجتمع بإنشاء أرشيف كبير من تاريخ التراث في إمارة الشارقة.
وأكدت أنها تبحث عن أي مواد متعلقة بتاريخ القرية وذكريات السكان السابقين، تتضمن المواد المقدمة ذكريات مكتوبة أو مسجلة، صوراً فوتوغرافية، مخططات معمارية، أو أية معلومات أو مواد أخرى ذات صلة، والتي يمكن تسليمها عبر الموقع الإلكتروني للمؤسسة.
نفى سكان القرية السابقون ما يتردد على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي عن وجود جن سكن القرية ودفع بأهلها لمغادرتها، وأن منح الحكومة منازل جديدة لهم دفعهم لمغادرتها على الرغم من أنهم أقاموا فيها لعقدين من الزمن وتربطهم بها ذكريات جميلة ومترسخة في أذهانهم كأصالة أبناء البادية وارتباطهم برمالها.
وبحسب جولة ميدانية لصحيفة «الرؤية» في أنحاء القرية اكتشفت أنها أضحت مزاراً للسياح ولعشاق التصوير من كافة دول العالم، كما يقصدها مصممو الأزياء لتصوير مجموعات تصاميمهم بين كثبانها الرملية.