لم يمضِ شهر على إنشاء حساب السفارة السعودية في نيقوسيا بموقع ”تويتر“ حتى انضم إليه عشرات آلاف الناشطين الباحثين عن معلومات عن قبرص وكل ما يتعلق بالجزيرة المتوسطية، وسط دعوات محلية واسعة لجعلها وجهة سياحية لهم بديلًا عن تركيا.
وبجانب خطوة الرياض في افتتاح سفارة لها في قبرص، وتعزيز علاقتها بالجزيرة في مجالات الاقتصاد والاستثمار، يبدي سعوديون اهتمامًا لافتًا بالبلد المجهول إلى حد كبير بالنسبة لكثير منهم، في مؤشر على أن الخطوة الرسمية تلقى صدى على المستوى الشعبي.
ولا يقتصر الأمر على متابعة حساب السفارة في نيقوسيا، فحسابات أخرى تقدم معلومات عن قبرص باتت تستهوي السعوديين، كما هو الحال في حساب يحمل اسم ”سعوديون في قبرص“ الذي يوفر معلومات وحجوزات للطيران والفنادق وتنظيم برامج سياحية للراغبين.
وفي محرك البحث ”غوغل“ لا تختلف الصورة كثيرًا، حيث يتهافت السعوديون على البحث عن معلومات عن قبرص ومساحتها وسكانها وعاصمتها وأسعار الخدمات السياحية فيها وعملتها المحلية وقيمتها مقابل الريال السعودي.
ومن المتوقع أن يظهر مدى التجاوب مع دعوات اختيار قبرص وجهة سياحية بديلة لتركيا في الموسم السياحي المقبل، بسبب انتهاء الموسم الحالي وانطلاق العام الدراسي في المملكة، بجانب حداثة برامج الترويج والتسويق التي تحتاج لفترات طويلة قبل أن تحقق أهدافها.
وتدرس شركة ”طيران ناس“ السعودية فتح خط مباشر إلى قبرص اعتبارًا من مايو/أيار 2020 كوجهة صيفية جديدة، بالتزامن مع التطور اللافت في علاقة الرياض ونيقوسيا ودعوات اتخاذ قبرص وجهة سياحية للسعوديين.
ويعد الاهتمام الذي يبديه السعوديون بدولة قبرص هذه الأيام مؤشرًا على تغيير مرتقب في خياراتهم السياحية المقبلة، مع استمرار دعوات غير رسمية تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي ويتصدرها كتاب وإعلاميون سعوديون يحثون مواطنيهم على تجنب السياحة أو الاستثمار في تركيا.
ويقول دعاة السياحة في قبرص إنها وجهة تتمتع بكثير من المواصفات التي يطلبها السياح، حيث البحر والطبيعة الخلابة والأسعار المعتدلة والخدمات السياحية الجيدة.
ويُنظر لخطوة الرياض في تعزيز علاقتها مع قبرص كورقة سياسية تستخدمها السعودية ضد تركيا، التي تدعم شطرًا من جزيرة قبرص وتعترف به كدولة مستقلة، مقابل علاقة متوترة مع باقي الجزيرة المعروفة باسم قبرص اليونانية.