هل الرياضة تصلح ما أفسدته الحروب؟ لاعب عالمي يدعم السودان بكرة السلة

هل الرياضة تصلح ما أفسدته الحروب؟ لاعب عالمي يدعم السودان بكرة السلة

لول دينغ، لاعب كرة سلة عالمي من أصل سوداني، فهو النجم السابق في الدوري الأميركي للمحترفين "إن بي إيه" (NBA)، والذي اعتزل عام 2019 بعد 15 موسما قدم فيها أفضل المستويات مع شيكاغو بولز وفرق أخرى، قبل أن يتولى مؤخرا مهمة تدريب منتخب جنوب السودان.

وفي تقرير لها من العاصمة جوبا، تقول مجلة "إيكونوميست" (The Economist) البريطانية إن دينغ يحاول من خلال هذه التجربة الجديدة أن يوظف الرياضة في محاولة إصلاح ما أفسدته الحروب في جنوب السودان.

في ديسمبر/كانون الأول الماضي، فاز منتخب جنوب السودان بعدد كاف من المباريات للتأهل لبطولة أفريقيا لكرة السلة لأول مرة في تاريخه، ويعد ذلك إنجازا لفريق جديد في المنافسات الدولية. ومن بين 12 لاعبا في القائمة، نشأ 11 لاعبا خارج جنوب السودان، التي تمزقها الحرب الأهلية منذ إعلان استقلالها عن السودان قبل 10 سنوات.

ووفقا لدراسة أجراها باحثون من مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة عام 2018، أدت الحرب الأهلية في البلاد إلى مقتل نحو 200 ألف شخص، وربما تسببت في ضعف هذا العدد من الوفيات بشكل غير مباشر جراء الجوع والمرض.

ويأمل دينغ، الذي يساهم في الإنفاق على المنتخب، أن يساعد تألق الفريق في توحيد البلاد وتغيير صورتها في الخارج. ويقول في هذا السياق "نحن نقوم بشيء أكبر من كرة السلة، هناك أناس يعيشون الاكتئاب والجوع والمعاناة.. تلك اللعبة التي تستغرق ساعتين تمنحهم إحساسا بالفخر يساعدهم على الصمود".

من جانبه، يأمل وزير الشباب والرياضة ألبينو بول ضيو في أن تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة. ويخطط ضيو لبناء مجمع رياضي وملعب كرة سلة واحد على الأقل في كل ولاية من الولايات العشر في البلاد؛ لكن ليس من الواضح كيفية تمويل هذا المشروع الضخم. وتبلغ الميزانية التي رصدتها الحكومة لوزارة الشباب والرياضة حوالي 5.3 ملايين دولار، وهو ما يمثّل 1% تقريبا من كلفة المشروع، وفقا لإيكونوميست.

ومع تقدم منتخب جنوب السودان 9 مراكز في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة السلة إثر تأهله إلى نهائيات أمم أفريقيا، يأمل الكثير من عشاق الرياضة في البلاد أن يتألق الفريق خلال مشاركته في البطولة، التي تقام في شهر أغسطس/آب القادم؛ لأن ذلك سيشكل مصدر فخر للكثير من الشباب، ويشجعهم على إلقاء السلاح وممارسة الرياضة.

الكاتب: سامي علي
المزيد