من بؤرة الفقر والجريمة حتى النّجومية والثّراء، مايك تايسون هو قصّة نجاحٍ تُروى على كلّ راغبٍ بالوصول بالرّغم من ظروفه الصّعبة. إسمه أصبح مثلاً للنّجاح وللقتال، وعالم الملاكمة يتذكّره كواحدٍ من أقوى الملاكمين للوزن الثّقيل في تاريخ الرّياضة. قصّته تُعطي الوحي والشّجاعة لقارئيها، وهزيمته أكبر سببٍ لنجاحه المبهر. تعرّف على كلّ تفاصيل حياة مايك تايسون، الملاكم الأشهر في العالم.
طفولة مايك تايسون
وُلد مايك تايسون في ٣٠ حزيران عام ١٩٦٦ في بروكلين، نيويورك. تربّى في حيٍّ مشهورٍ بمُستوى الجرائم المرتفع. عندما بلغ من العمر ١٠ اعوام، إضطرّ إلى الإنتقال مع والدته إلى براونزفيل بسبب ضيق الأحوال المادّية. كان تايسون برفقةٍ سيّئةٍ طوال هذا الوقت، فإنضم إلى عصابات الشّوارع وأصبح يرتكب جرائم صغيرة مثل سرقة المحلات. بحلول عمر ١٣ عاماً، كان قد إعتُقل تايسون ٣٨ مرّة، فأُرسل لاحقاً إلى منزل الأحداث في جونستاون إلى مكانٍ يُدعى مدرسة تريسون للصبيان. لاحظ مستشار المركز بوبي ستيوارت موهبة مايك، فدرّبه لبضعة أشهر، لكن بعد رؤية إمكاناته الهائلة، عرّفه على مدرّبٍ محنّك إسمه كوس داماتو.
بداية تايسون المهنيّة
كان أوّل نجاحٍ لمايك تايسون عندما فاز في دورة الألعاب الأوليمبية جونيور، لعام ١٩٨١ و ١٩٨٢. في آذار ١٩٨٥، إنتقل تايسون إلى الإحتراف، وذلك في عمر ١٨ سنة فقط. في أوّل ٢٨ مباراة له، فاز تايسون ب-٢٦ منهم بالضربة القاضية. مباشرةً بعد هذه الإنجازات، أصبح مايك تايسون حديث العالم ومحطة إهتمام كل وسائل الإعلام، المحليّة والدّوليّة بسبب قوّته الهائلة وقدرته على القضاء على خصومه بسرعةٍ فائقةٍ وبضرباتٍ قاضية.
في أوّل مباراةٍ له متلفزة، فاز تايسون على جيسي فيرغسون بفضل الضّربة القاضية في الجولة السّادسة. بعد ذلك، أتته الفرصة بالقتال على لقب WBC للوزن الثقيل ضدّ تريفور بيربيك. صنع مايك تايسون التّاريخ عندما فاز وأصبح أصغر بطلٍ للعالم للوزن الثّقيل في الملاكمة، وذلك على عمر ٢٠ سنة.
انجازات مايك تايسون
فاز تايسون على لقب الرّابطة العالميّة للملاكمة (WBA) ضدّ الملاكم جيمس سميث بقرار إجماع في آذار ١٩٨٧. وأضاف بعد ذلك لقب الإتحاد الدولي للملاكمة (IBF) بفوزه على توني تاكر بالضّربة القاضية خلال الجولة السّادسة. أصبح مايك تايسون أوّل ملاكمٍ في فئة الوزن الثقيل لعقد جميع العناوين الرئسيّة الثّلاثة في عالم الملاكمة (WBA، WBA، IBF)، وأصبح في سجله ٣١ فوزاً دون أيّ خسارة. في هذه الفترة أصبح إسم مايك تايسون عالمياً، يعرفه كل انسان حتى من لا يتابع الملاكمة. في عام ١٩٨٨، فاز تايسون على مايكل سبينكس بالضّربة القاضية بعد ٩١ ثانية من إنطلاق المبارة وذلك توّجَه بطل الأبطال. أتت هزيمته الأولى في عام ١٩٩٠ على يد الملاكم باستر دوجلاس بفضل الضّربة القاضية في الجولة العاشرة من المباراة.
لكن تايسون عاد بعد هذه الهزيمة بتحدّيه ايفاندر هوليفيلد في خريف عام ١٩٩١، لكنه أُرسل إلى السّجن لمدّة ٣ سنوات وعاد إلى الملاكمة في نهاية عام ١٩٩٥. في عام ١٩٩٦، لعب ضدّ بيتر ماكنيلي في مباراته الأولى بعد ٤ سنوات، وفاز في هذه المعركة بفضل الضّربة القاضية بعد ٨٩ ثانية من بدء المباراة. وتم شراء هذه المبارة من قبل ١.٥١ مليون منزل لتصل إيرادات هذه المعركة إلى أكثر من ٦٣ مليون دولاراً أمريكيّاً. حصل تايسون بعد هذا على لقب WBC من فرانك برونو في آذار ١٩٩٦، كما فاز بلقب الدّوري الأمريكيّ للمحترفين بعد غلبه لبروس شيلدون في الجولة الأولى.
تايسون VS هوليفيلد
في تشرين الثاني عام ١٩٩٦، خسر مايك تايسون أمام هوليفيلد بالضّربة القاضية في الجولة الحادية عشر، كما جرت مباراة أخرى في حزيران ١٩٩٧ لكن خسرها تايسون بسبب تجريده من الأهلية (Disqualification).
أما المبارة الثانية التي حصلت بين الإثنين، حققت أكثر من ١٠٠ مليون دولار كمردود ربحٍ مع أكثر من مليونين مشتري لخدمة مشاهدة المباراة من المنزل، وتلقّى تايسون ٣٠ مليون دولار أمريكي من هذه المباراة. بعد ذلك حصلت مباراة بين تايسون و لينوكس لويس. حقّقت المعركة أكثر من ١٠٥ مليون دولار من الإيرادات، مع ٢ مليون مشتري لخدمة المشاهدة من المنزل (PPV) مما جعل هذه المعركة، مباراة الملاكمة الأكثر مشاهدةً في التّاريخ في ذلك الوقت. لسوء الحظ خسر تايسون هذه المباراة بالضّربة القاضية في الجولة الثامنة.
أخيراً
على الرّغم من كلّ انخراطاته بالكثير من المتاعب، يُعتبر مايك تايسون واحداً من أقوى الملاكمين في جيله وفي التّاريخ. تجاوزت أرباحه المهنيّة ٣٠٠ مليون دولار أمريكي. كما تمّ تنصيبه رقم ١ في قائمة أقوى الملاكمين في تاريخ الوزن الثقيل من قبل ESPN. بالإضافة إلى ذلك، تُمّ إدخال تايسون إلى قاعة المشاهير الدّولية للملاكمة في عام ٢٠١١. كان ولا زال واحداً من الرّياضيّين الأكثر شعبيّةً في السّنوات الخمسين الماضية، حاصداً مئات الملايين من الأتباع والمشجّعين من جميع أنحاء العالم.