مع تطوّر رياضة كرة القدم وظهور لاعبين جدد في كل موسم، لمع نجم عدد لا يستهان به من اللّاعبين العرب في الدّوريات الأوروبيّة والعالميّة الممتازة. لهذا الموضوع أهميّة أكبر من ما يظهر إذ في أكثريّة البلاد العربيّة، الرّياضة عامّةً وكرة القدم خاصّةً لا تشكّلان جزء من من الثّقافة المحليّة وهذا يدل على مثابرة وعزم هؤلاء اللّاعبين الذين لم يتوقّفوا عند حدود بلادهم بل استعملوا طاقاتهم وبراعتهم للصّعود نحو أعلى المستويات من خلال الإنضمام لأكبر الفرق العالميّة التي تتنافس على أهم الألقاب.
أهم اللّاعبين حالياً
محمد صلاح
لُقّب هذا اللّاعب بميسّي العرب بسبب مهارته وحنكته داخل الملعب. آدائه جذب إنتباه أكبر الفرق الأوروبيّة، فعلى صعيد الأندية بدأ محمد مسيرته الإحترافيّة مع نادي المقاولون العرب الرّياضي في مصر وعلى الرّغم من عمره الصّغير نسبيّاً حينها تمكّن من الإبداع ما أمّن له إنتقال سريع لنادي بازل (Basel) السّويسريّ. لعب في الدّوري السّويسري موسمين وعاد وانتقل من بعدها لنادي تشيلسي (Chelsea) الإنجليزي الذي لم يتمكّن من مشاركَته مع الفريق الأوّل بطريقة مستمرّة ما أثّر على آدائه. عان اللّاعب المصري في هذه الفترة وكان منفذه صفقة الإعارة التي أمّنت إنتقاله إلى نادي فيورنتينا (Fiorentina) الإيطالي لكن لم يبقَ فترةٍ طويلةٍ وأُعير مجدّداً لنادي العاصمة الإيطاليّة روما (Roma). ظهرت براعته الحقيقيّة مع هذا النّادي من خلال تسجيل ٨ أهداف في ١٢ مباراة فقط وحافظ على مستوى عالٍ من اللّياقة البدنيّة. تنافست نوادي كثيرة من كل أوروبا للفوز بخدمات صلاح وقد تطلّب الأمر مبلغ قياسيّ بالنّسبة لنادي ليفربول (Liverpool) الإنجليزي للحصول على صلاح في صفقة تفوق ٥٠ مليون دولار.
رياض محرز
إنتقل هذا اللّاعب في عام ٢٠١٠ إلى فريق لو هافر (Le Havre) الفرنسي مفضّلاً هذا النّادي على أكادميّة باريس سان جرمان (Paris Saint Germain) للنّاشئين. عندما كان يراقب كشّاف نادي ليستر (Leicester City) لاعباً آخر من النّادي الذي يلعب به محرز، إنبهر ببراعة هذا الأخير ولم يمرّ وقت طويل حتّى إنتقل إلى ذلك النّادي الذي لم يكن يعرفه رياض حينها. استغرب الجميع من هذه الصّفقة إذ يتمتّع اللّاعب الجزائريّ ببُنية جسديّة هزيلة لا تساعده على الظّهور في مسابقة تتطلّب بنية قويّة كالدّوري الإنجليزي. لكن هذا لم يمنع محرز من إبهار جمهور النّادي وجميع محبّي كرة القدم، إذ صنع عدداً كبيراً من الأهداف وسجّل عدداً لا يُستهان به أيضاً. من بعد هذه الفترة توالت إنجازات رياض، فكان اللّاعب الجزائري الأوّل الذي يسجّل ٣ أهداف في مباراةٍ واحدةٍ في الدّوري الإنجليزي الممتاز. تُوّج محرز موسمه الثّالث مع النّادي الإنجليزي بلقب الدّوري وكان أوّل لاعب من موطنه يحصد هذا الكأس. إنجازاته المتتالية ودوره الأساسي في ذلك الموسم كانا السّببان الرّئيسان بفوزه بلقب أفضل لاعب لتلك السّنة. الآن تكثُر الإشاعات حول مستقبل هذا اللّاعب الرّائع، فهو مرتبط بصفقة إنتقال إلى نوادي عالميّة من مستوى ريال مدريد (Real Madrid) الإسباني.
إسلام سليماني
هو لاعب جزائري آخر في صفوف النّادي الإنجليزي ليستر إلى جانب رياض محرز وقد أُجبر النّادي على دفع أكبر مبلغ في تاريخه للحصول على خدمات سليماني وجَذبه من فريق سبورتنغ (Sporting CP) البرتغالي حيث أحرز ٤٨ هدف في ٨٢ مشاركة خلال ٣ سنوات مُبدياً مستوى رائع. أبرز إنجازاته إحراز هدف الفوز في آخر مباراة في الدّوري الإنجليزي من موسم ٢٠١٦-٢٠١٧ مؤمّناً لفريقه اللّقب. شارك مع منتخب بلاده في كأس العالم عام ٢٠١٤، كما سجّل حتّى الآن ٢٥ هدف مع منتخب الجزائر من ٤٩ ظهور مثبّتاً مركزه كرابع أقوى هدّاف في تاريخ البلد في لعبة كرة القدم.
نذكر أيضاً اللّاعب الجزائري ياسين إبراهيمي الذي أحرز ٢٥ هدف مع نادي بورتو (Porto) منذ انضمامه في عام ٢٠١٤، كما نذكر لاعب نادي البايرن (Bayern Munich) الألماني المعار لنادي جوفنتوس (Juventus) الإيطالي، مهدي بن عطيّة.