بالفيديو.. كيف شاهد رجل أعمى وأصم مباراة لبرشلونة؟
شهدت مباراة برشلونة وجيرونا بالدوري الإسباني واقعة إنسانية رائعة، بطلها أحد الجماهير.
قصة مشجع أصم وأعمى حضر المباراة وتفاعل معها نقلها الكاتب الصحفي عبدالله الجميلي في مقاله بصحيفة "المدينة" السعودية.
في مقاله "كيف شاهد الأعمى الأصم تلك المباراة؟!" بصحيفة "المدينة"، يقول "الجميلي": "مساء السبت الماضي، وفي (ملعب الكَامَب نو) وخلال مباراة كرة القدم بين فريقي برشلونة وجيرونا في الدوري الإسباني رُسِمَت صورة إنسانية فريدة.. فالمشجِّع البرشلوني "خوسيه ريتشارد" جاء من دولته كولومبيا؛ لحضور المباراة، ولكن الغريب أن ذلك الرّجل كان أعمىً وأصَمّ، ومع ذلك فقد كان متفاعلاً مع المباراة، حيث قام رجلٌ يدعى "سيزار" بمساعدته على المتابعة والمشاهدة -إنْ صحَّ التعبير- عبر وصفه الدقيق للأحداث وتنقلات اللاعبين؛ وذلك من خلال حَرَكات كان يقوم بها بِيَديه اللتين تلامِسَان كفوف الكفيف الأصَم خوسِيه، مستعيناً بلوحة خشبية على شَكْلِ ملعب كرَة، صمّمَت لهذا الغَرض!".
ويعلق "الجميلي" قائلاً: "ذلك المشهد الإنساني الرائع الذي نشره حساب BROOKS PECK على موقعه في "تويتر" حظي بمتابعة وتفاعل كبيرين في مختلف دول العالم؛ لأنه يثبت أن الإنسان القوي في عزيمته وخَلايا ذاته، وإصراره قَادر على تجاوز معَانَاتِه، أو إعاقته، والتَعَايش معها دون يأس أو إحباط أو خَجَل، ومن ثمّ الوصول لأهدافه مهما كانت الصعوبات والمعوقات التي دونها.. أيضاً مبادرة "سيزار" في مساعدة صَديقه بتلك الكيفية النادرة، وجلب الفَرحة إليه؛ لِتَنْسَاب كنهرٍ عَذب إلى شرايين روحه، فيها تأكيد أن الإنسانية الحَقّة لا تكتمل إلا بالعطاء للآخرين؛ بحثاً عن خدمتهم بأبسط الأشياء قبل أكبرها".
ويضيف "الجميلي": "مساعدة الناس في تحمّل أعباء الحياة، وتحقيق أحلامهم المشروعة؛ رغم ظروفهم، لا سيما في الجوانب المعنوية التي لا تكلّف شيئاً، كتقديم النصيحة الصادقة، وتعليمهم حِرْفَةً ما تعينهم على العيش الكريم، وتدريبهم على مهارات التواصل مع الآخرين إلى غير ذلك من صور البَذْل... تجعل القلوب المتعبة نابضة بالسعادة، فيما تصنع من الشخص الذي لا هَمَّ له إلا مَدّ يَد العَون لغيره يتمتع في سكْنَاه داخل بِيْئَةٍ صِحِيّة، عنوانها الدفء والطمأنينة النفسيّة والفرح".
وينهي "الجميلي" قائلاً: "هذه دعوة لي وإياكم لتكون مساعدة غيرنا مهما اختلف عنّا في الجنسِيّة أو العِرق أو الدِّيْن منهجاً ثابتاً في حياتنا اليومية، نزرع فيه بذور الخير بشتى الوسائل الممكنة؛ فالسيد "سيزار" عَلّم عن طريق الحركات رفيقَه "خوسيه"، وهو الأعمى الأصمّ تَرْديَد النشيد الرسمي لنادي برشلونة".