الغبقة الرمضانية - موروث قطري أصيل يصبح تقليدًا في دول الخليج في رمضان

الغبقة الرمضانية - موروث قطري أصيل يصبح تقليدًا في دول الخليج في رمضان

تعرف على الغبقة الرمضانية القطرية ولماذا أصبح تقليدًا خليجيًا ؟

 

تعرف على الغبقة الرمضانية القطرية ولماذا أصبح تقليدًا خليجيًا ؟

الغبقة الرمضانية القطرية.. تعد موروث قطري أصيل ويعود لستينيات القرن الماضي ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان.. ولكن ما هي الغبقة؟..

 

الغبقة الرمضانية قطر تحتفل بالتقاليد الرمضانية الخليجية

 

ولائم رمضان، مثل الإفطار عند الإفطار، والسحور، وهي وجبة تساعدك على صيام اليوم التالي، معروفة جيدًا. ولكن ماذا لو شعر شخص ما بالجوع واحتاج إلى بعض الطعام بين هذين الاثنين؟

وهنا يأتي دور الغبقة التقليدية الخليجية، وهي تناول وجبة عائلية بين الإفطار والسحور، في أي وقت من الساعة 11 مساءً حتى 2 صباحًا.

وهذا هو التعريف الأوفى لموروث «الغبقة الرمضانية»، إذا كان الناس في قطر قديمًا إو بالتحديد في بداية ستينيات القرن الماضي، يجتمعون حول وجبة شهية بعد نهاية صلاة التراويح، وكانت تسمى الغبقة.

 

تُترجم الكلمة بشكل فضفاض إلى "التجمع حول طاولة". وتستمر هذه الممارسة في احتلال مكانة خاصة في منزلها، حيث تعيش مع عائلتها المباشرة. وعادة ما تنضم إليهم عائلتها الممتدة في عطلة نهاية الأسبوع لتناول وجبة فخمة.

 

أصل الغبقة الرمضانية تاريخيًا وكيفية النشأة..

أصل الغبقة الرمضانية تاريخيًا وكيفية النشأة..

 

التقليد قديم جدًا ويُعتقد أنه تم إحياؤه في وقت ما في أوائل القرن العشرين. يساعد على منع الصائمين من الإفراط في تناول الطعام أثناء الإفطار ويحافظ على استقرار نسبة السكر في الدم طوال الليل وحتى اليوم التالي.

 

يعود أصل الغبقة الرمضانية لتجمع أهل قطر في شهر رمضان، بعد صلاة التراويح، إذ كان يجتمعون حول طاولة الغبقة في المجالس أو في المنزل بين الإفطار والسحور. أ

 

صبحت "الغبقة الرمضانية" تقليداً تاريخياً واجتماعياً في دول الخليج، وأحيا سكان دول الخليج "الغبقة الرمضانية" منذ أوائل القرن العشرين.

 

"الغبفة" هي عادة رمضانية قديمة لا تزال حية في المجتمعات القطرية ودول مجلس التعاون الخليجي، مما يعزز الود والتماسك الاجتماعي. وحتى في العصر الحديث، تطورت إلى أشكال مختلفة.

 

يشير هذا إلى العشاء الرمضاني المتأخر الذي يسبق وجبة السحور. وهي أيضًا كلمة عربية أصيلة من الحياة الصحراوية، تعود أصولها إلى مشروب الغبق أو حليب الإبل ليلاً. ويحدث هذا عادةً بين الساعة 11 مساءً و2 صباحًا.

 

في الستينيات من القرن الماضي، عندما كان هناك طبق يسمى "الجابجي" في عائلات الخليج العربي، عندما كان يبدأ الرجال بتناوله أولاً، ثم تجتمع عليه النساء فيما بعد.

 

يعد طبق «المحَمر» في الغبقة الرمضانية مستمد من ارتباطه بالمناطق الساحلية لمنطقة الخليج العربي، حيث يكون طعام الغواصين الذين يسكنون البحر، بينما في المناطق الداخلية يتم استبدال الأسماك باللحوم. وسبب اختيار سكان الخليج لهذا الطعام عند الجبكة هو حتى لا يشعر الصائم بالعطش في اليوم التالي، والله أعلم.

 

يعتقد الكثيرون أن هناك الآن أنواعًا مختلفة من أطباق الغبقة. في السابق، كانت الطاولات تقتصر على طبق أو طبقين، لكنها الآن مليئة بأطباق متنوعة، من الأطباق الشعبية إلى الأطباق الأجنبية.

 

بين الماضي والحاضر، "الغبقة" تجمع يسعى الجميع للمشاركة فيه، ويعتبر أحد مواقع التراث الشعبي الذي يعيدنا إلى ماضي تجمعات أجدادنا الذين تركوا لنا تقاليدهم، إنهاعادة تقوي أواصر العلاقات الاجتماعية خاصة في هذا الشهر الفضيل.

 

بعض ردود الأفعال القطرية بشأن الغبقة الرمضانية ومدى تأثيرها اجتماعيًا

 

في وقت سابق، كانت الغبقة في الغالب شأنًا عائليًا، ولكن الآن يمكن رؤية هذه الممارسة في العديد من الأماكن في قطر.

تنظم المكاتب والمؤسسات الكبيرة وكذلك المطاعم والفنادق حفلات الغبقة ليجتمع المجتمع معًا ويحتفل بشهر رمضان. وبعد يوم طويل من الصيام، يصبح الطعام محور الاحتفالات.

بالنسبة للغبقة، غالبا ما تعود العائلات إلى الأطباق القطرية التقليدية.

 

ومن بين المستحضرات الرئيسية الثريد (الخبز واللحم والمرق) والهريس (القمح المهروس أو المطحون المسلوق مع اللحم).

تقول سيدة قطرية: "في وقت سابق كنت أعد الغبقة في منزلي، حيث كانت الغبقة تتكون أيضًا من طبق البرانيوش التقليدي، حيث يتم طهي الخبز بالسكر أو الدبس أو عسل التمر، إلى جانب السمك المشوي أو المقلي أو المطبوخ".

 

وتضيف سيدة أخرى، أم لثلاثة أطفال تعمل في قطاع الرعاية الصحية، تستمتع أيضًا باستضافة وجبات الغبقة في منزلها بالدوحة.

هناك، خلال شهر رمضان، غالباً ما يكون الهواء مليئاً بالروائح اللذيذة لطهي الأرز واللحوم، حيث يتم تحضير أطباق مثل المجبوس والمشخول، بالإضافة إلى الحلويات التقليدية مثل اللقيمات، والزلابية الحلوة المقلية المصنوعة من الدقيق والخميرة، الهيل والزعفران.

 

يقال إن الغبقة كانت شائعة في المناطق الساحلية من البلاد، حيث يشكل السمك جزءًا من معظم الأطباق.

ويعتقد أن الوصفات ركزت على الاستعدادات الخفيفة لضمان عدم شعور الناس بالعطش الشديد أثناء الصيام في اليوم التالي. وبعيدًا عن الوجبات، فإن اجتماع العائلة معًا، كما تقول أحدى السيدات القطريات، هو أبرز ما يميز الغبقة في منزلها.

 

"إنها جزء من أفضل ذكرياتي الرمضانية. يحب أطفالي الالتقاء بأبناء عمومتهم واللعب معهم، كما أنهم يغنون الأغاني التقليدية المستوحاة من مواضيع الطفولة".

وتضيف إنه في الوقت الذي يتم فيه تسويق معظم التقاليد تجاريًا وتجري المحادثات بشكل أساسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الغبقة هي تذكير بالطرق القديمة الجيدة للاحتفال بالمهرجانات.

"الاجتماع كعائلة، دون أي عوامل تشتيت خارجية، هو ما يجعل الغبقة مميزة. أفتقد الليالي التي كنت أقضيها بعد تناول الوجبة مع عائلتي وأجري محادثات طويلة. إلينا أيضًا".

الكاتب: Karim Mahmoud
المزيد