اكتظاظ الأسواق قبل بدء شهر رمضان كان أمر كان مألوفًا قبل انتشار جائحة كوفيد-19، بغاية التبضع لكل ما ينقص البيت من أطعمة ومشروبات وحاجيات متنوعة. ولكن مع استمرار هذه الجائحة كيف نشتري مسلتزمات رمضان بأمان ودون اختلاط مع البشر؟
اختصاصي علم الاجتماع مفيد سرحان يبين أنه ومن أوجه الإعداد والاستعداد لهذا الشهر، تجهيز المنزل ببعض الاحتياجات والمشتريات، التي تحرص كثير من الأسر على تأمينها قبل بداية الشهر الفضيل، حرصاً منها على الاستفادة من أيام رمضان والتفرغ للعبادة والطاعة، بعيداً عن إضاعة الوقت في الأسواق وأزمات السير، فإذا كان الوقت هو “الحياة” في الأيام العادية، فهو أكثر أهمية في أيام رمضان، وهي أيام “معدودات” محددة لا تقدر بثمن.
ومع استمرار انتشار وباء كورونا تزداد أهمية وقيمة الوقت، وفق سرحان، ويجب أن يحرص الجميع على الالتزام بالإجراءات الوقائية الصحيحة، ومنها الابتعاد عن التجمعات وأماكن الازدحام التي تكون فيها فرصة انتقال الوباء أكبر، وخصوصاً ونحن نشهد تزايد حالات الوفاة، والإصابة بهذا الوباء، مما يتطلب تعاون الجميع في الحد من الازدحامات.
وبحسب سرحان، فإن المسؤولية والحرص على النفس والأسرة والمجتمع، تدعو إلى التسوق وتأمين الاحتياجات الضرورية قبل بدء شهر رمضان بعدة أيام من ، حتى لا نكون سبباً في زيادة نشر الوباء، أو تعريض النفس للإصابة، حيث تكون المناطق التي يكثر فيها التقارب أكثر عرضة لانتشار الفيروس.
كما أن المسؤولية المجتمعية تقتضي عدم خروج أفراد الأسرة معاً لشراء الحاجيات، أو الذهاب إلى الأسواق، حفاظاً على سلامتهم، وأن يقوم أحد أفراد الأسرة بهذه المهمة، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية.
ويلفت سرحان الى إن إصابة أحد أفراد الأسرة بالوباء -لا قدر الله-، يعني إمكانية أكبر لتعريض باقي أفراد الأسرة للإصابة، وهذا سيؤثر في نفسية الجميع وقدرتهم على القيام بواجباتهم.
ويبين أن الشخص السليم المعافى مطلوب منه أن يستمر في المحافظة على نفسه، وأن يحرص على عدم انقال الوباء إليه، وهي مسؤولية شرعية واجتماعية، وهو بذلك يحافظ على نفسه ويساهم في حماية أسرته ومجتمعه.
أما الشخص المصاب فإن مسؤوليته أكبر في عدم التنقل والالتزام بالحجر المنزلي، حتى لا يكون سبباً في نقل الوباء لغيره.
ويستغرب سرحان من فئة تستمتع بالذهاب إلى الأسواق والمراكز التجارية دون حاجة للتسوق، مصطحبين أفراد الأسرة، وهو بذلك يساهم في زيادة الازدحام والاكتظاظ.
ويعرض الشخص نفسه وأسرته لخطر الإصابة بالوباء، ويؤخر فرصة الآخرين في الحصول على احتياجاتهم بوقت قصير، وهو سلوك خاطئ لا يراعي المصلحة العامة والظروف الصحية.
ورمضان الذي ننتظره جميعاً بشوق ونفرح بقدومه، بحاجة إلى الأخذ بكل الأسباب التي تجعل من هذا الشهر شهر فرح حقيقي للجميع وراحة بال وطمأنينة.