بالصور: صيدا تتحدى الوباء والغلاء بالأمسيات الرمضانية
على الرغم من حظر التجول الذي تفرضه الحكومة اللبنانية للحد من تفشي فايروس كورونا، إلى أن سكان مدينة صيدا بجنوب لبنان مازالوا يمارسون طقوسهم المعتادة في أمسيات شهر رمضان، فالمقاهي مفتوحة وتقدم النرجيلة لروادها كما تقدم فرق صوفية عروضا مباشرة للجمهور في المدينة.
ويتسوق سكان المدينة خلال النهار أو يشاهدون فرقا تؤدي أناشيد دينية بعد الإفطار، ولا يضع الكمامات سوى القليل منهم، كما لا يلتزمون بقواعد التباعد الاجتماعي.
ونظمت جمعية كشافة الفاروق برعاية بلدية صيدا أمسية رمضانية وعروضا للفرقة المولوية وأناشيد دينية ومسابقات في السوق التجارية، بالتزامن مع بدء افتتاحها ليلا للمواطنين مع اقتراب عيد الفطر المبارك.
وأنشدت فرقة المسحراتي محمود فناس ابتهالات دينية رافقت عروضا قدمتها الفرقة المولوية. وقال أبوسلوم صاحب مقهى سلوم الذي يعج بالزبائن بعد الإفطار “خروج الناس يكشف عن إصرار كبير لتحدي هذا المرض، ويحمل رسالة تبشيرية تدعو إلى عدم الخوف من الفايروس والاتحاد للقضاء عليه”.
وأضاف أنه عايش هذه الأجواء الرمضانية التي تحاول الصمود في وجه الأزمات المتعاقبة على البلد من كورونا وغلاء وجوع لنحو نصف قرن، وأنه سيظل كباقي اللبنانيين يقاوم كل هذه التحديات.
وكانت الحكومة فرضت في 12 أبريل الماضي حظر تجول من التاسعة مساء حتى الخامسة صباحا طوال شهر رمضان من أجل حظر المآدب والتجمعات.
وشدد أيمن ناصر، وهو من سكان صيدا، أثناء جلوسه بالمقهى وتدخينه النرجيلة بعد الإفطار على أن “الجائحة ليست إلا مرحلة مؤقتة وستمضي، لكن الأزمة المعيشية في تفاقم مستمر، لذلك لا بد ألّا نستسلم وأن نثابر، ولأن الحياة لا تتوقف لا بد أن نعيشها بكل تفاصيلها”.
وأدى الانهيار الاقتصادي الناجم عن الفساد وسوء الإدارة المستمرين منذ سنوات إلى تفشي الجوع والاضطرابات في أشد أزمة تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية. واشتدت الأزمة بسبب كورونا والتفجير المدمر الذي وقع في مرفأ بيروت في أغسطس الماضي.