هل يجوز إعطاء الزكاة لمرضى كورونا؟

هل يجوز إعطاء الزكاة لمرضى كورونا؟

أوضح الشيخ الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، بأنه يجوز إعطاء الزكاة لمرضى كورونا الفقراء لسداد علاجهم وما يحتاجونه، حيث لا يصح إعطاؤها للمؤسسة ككل لتوفير أجهزة أو صرفها على العاملين في المؤسسة، لأن الزكاة حق لأصحابها فلا يجوز أن يؤخذ حقهم، وأنه يمكن الصرف على هذه المؤسسات من الأوقاف والتبرعات وعموم الصدقات.

وقال أيضاً أنه يجوز إعطاء زكاة المال لأي مسلم تضرر من فيروس كورونا بشرط أن يكون فقيراً. أو توقف عمله بسبب فيروس كورونا وليس لديه مدخرات أو مصدر دخل بديل، تجوز له الزكاة سواء كان قريباً أو جاراً عرفته أو لم تعرفه، مع تأكيد أن الأقربين أولى إذا انطبقت عليهم الشروط.

إن الفئات المستحقة لزكاة الفطر أو حتى زكاة المال هم الأصناف الثمانية المبينون في الذكر الحكيم. بقول الله جل ذكره: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60]، فهؤلاء هم مستحقو الزكاة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "تؤخذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم".

ويجوز إخراج الزكاة للفئات العمالية التي تضررت من جائحة كورونا، لأن غالبهم فقراء، وكذلك الموظفون في القطاع الخاص أكثرهم فقراء ومساكين ومديونون، لا سيما من انقطع عن عمله بسبب هذا الوباء.

وفيما يتعلق بإمكانية التغيير في مصارف الزكاة نتيجة تأثيرات وباء كورونا، يقول الحداد بأنه لا تغيير في هذه المصارف، لأن الله تعالى حددها بأوصافهم الحاصرة لهم وهم موجودون في كل زمان ومكان؛ ولكن مع هذا الوباء؛ فقد كثر المستحقون لها، فإن كثيراً ممن كان غنياً أو مكفياً بدخله قد انقطع عن عمله، فله حق في زكاة المال أو زكاة الفطر، ويستحق كذلك من عموم الصدقات والتبرعات، كما يستحق من عموم الصدقات والتبرعات غير المسلمين الذين يعيشون بيننا.

 

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد