لأول مرة في تاريخيهم يعيش المسلمين شهر رمضان بصمت وحسرة، بسبب جائحة كورونا الذي تسببت بإلغاء الكثير من الشعائر الدينية والتقاليد الهامة من حياتهم، ليأتي العيد أيضا صامتا وحزينا وبنكهة ”كورونا“، مخلفا الأسر المسلمة وحيدة في فرحة إفطارها، والمساجد وحيدة في شعائرها، فكيف يستقبل المسلمون عيد الفطر هذا العام؟
تحذيرات وإجراءات
مع اقتراب عيد الفطر، شددت دول عربية وإسلامية من إجراءاتها الاحترازية للحد من التجمعات التي تشهدها الأعياد في العادة وضمان احتواء فيروس ”كورونا“، فيما حذرت دول أخرى من مغبة مخالفة الإجراءات المتبعة للحد من الفيروس.
وبينما اكتفت دول بالتحذير ودول أخرى بتشديد القيود، أعلنت دول عربية فرضها حظرا شاملا طوال أيام العيد، كان أبرزها الكويت والسعودية والعراق، في حين فرضت السودان حظر تجول شامل في عاصمتها الخرطوم، كما مددت مصر الحظر 4 ساعات إضافية خلال فترة العيد.
ما يعني غياب بهجة العيد المعتادة وفعالياته في شوارع ومدن الدول العربية والإسلامية.
خطبة وصلاة العيد
يفتقد المسلمون في عيد الفطر هذا العام صلاة العيد مع أولى صباحات عيد الفطر، وذلك بعد صدور فتاوى تجيز صلاة العيد هذا العام في البيوت وفرادى، وبالكيفية ذاتها التي تؤدى في المساجد، درءا لانتشار فيروس ”كورونا“.
وتعتبر صلاة العيد أبرز شعائر عيد الفطر، حيث تخرج الأسر المسلمة مع أولى أيام إفطارهم بعد رمضان، للصلاة كسنة مؤكدة يشارك فيها المسلمون بعضهم البعض فرحتهم بإقامة أعظم شعائر الله وهي الصلاة.
التجمعات العائلية
مع تشديد الإجراءات الاحترازية للحد من ”كورونا“ وفرض حظر تجول بعدة دول، تغيب عن المسلمين هذا العام تجمعاتهم العائلية التي تميز أعيادهم، ففي حين تنتظر عائلات كثيرة عيد الفطر كفرصة لاجتماعهم العائلي الكبير وتبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء، سيكتفي المسلمون هذا العام بالمكوث في منازلهم، وتبادل التهاني الصامتة والصوتية و ”عن بعد“ عبر تطبيقات الهواتف.
”العيدية“ و“كعك العيد“
أجبر فيروس ”كورونا“ الأطفال على خسارة الكثير بدءا من الخروج من المنازل إلى فرحتهم الخاصة بليلة ”قرقيعان“، التي تحييها عدة دول إسلامية وعربية بشهر رمضان، إلى فرحتهم التي ينتظرونها في العيد.
فمع التحذير المستمر من توزيع ”العيديات“ وسط مخاوف من كونها تنقل عدوى ”كورونا“، سيخسر الكثير من الأطفال ”عيديتهم“ هذا العام وفرحتهم بها، والتي تعد واحدة من أبرز تقاليد عيدالفطر، والتي ينتظرونها بفارغ الصبر.
كما سيحرم العديد من الأفراد من تلقي ”العيدية“، التي تمثل معونة أهلية تدخل الفرحة على قلوبهم.
وخلافا للمعتاد، يمر العيد دون رائحة الكعك المعتادة التي تنتشر في بيوت العديد من الأسر المسلمة، وتبدأ بإعدادها قبل أيام من العيد، كما سيفتقدون تبادل الكعك والحلوى فيما بينهم.
إحياء شعيرة
ورغم تداعيات فيروس ”كورونا“ على الشعائر الدينية للمسلمين، إلا أنه مع ذلك كان له وجه إيجابي آخر، بعد إعلان دول عن إحياء سنة تكبيرات العيد عبر المساجد.
وأعلنت دول مثل الكويت والإمارات عن إحياء سنة بث تكبيرات العيد عبر المساجد، لإدخال السرور على المسلمين، الذين فقدوا الكثير من تقاليدهم وفرحتهم في عيدهم في ظل أزمة ”كورونا“.