كورونا يحرم أهالي الخليج من فرحة "مدفع" الإفطار

كورونا يحرم أهالي الخليج من فرحة "مدفع" الإفطار

قبل كورونا كان سكان الخليج يهتمون بشكل كبير بمدفع الإفطار، الذي يمثل عندهم قيمة وذكريات كثيرة، فكانوا يصرون على إبراز حبهم واعتزازهم به، حيث وُضع في الساحات العامة، وفي المتاحف، كما صُنعت مجسمات وُضعت بأماكن عامة في جميع الدول الخليجية باعتباره رمزاً من رموز الشهر الفضيل.

لكن مع حلول كورونا لم يبقَ لذلك التراث المهم حضور تفاعلي، إذ حرمت التدابير الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا السكان من التجمهر حول المدافع كما كان ذلك في رمضان السابق وما قبلها.

أهل المدينة المنورة بالسعودية أصروا عام 2014 على إعادة مدفع الإفطار لحبهم لتلك الصورة الرمضانية، وعاود المدفع عمله فعلاً بعد توقف دام 20 عاماً، واتخذت منطقة "سلع" القريبة من منطقة الحرم النبوي مقراً دائماً له، وسينطلق رغم وباء كورونا هذا العام، لكن دون أي مشاهدين يرونه بشكل شخصي.

وقال الباحث التاريخي فؤاد المغامسي في حديث مع صحيفة "الوطن" السعودية": إن "مدفع رمضان ورغم ما عرفته المدينة من تغييرات وتطورات على مختلف المستويات إلا أنه من أجمل المظاهر المنتظرة في رمضان، والتي تناقلتها الأجیال".

أما في قطر فلن يتمكن الناس والسياح من التجمع حول مدفع الإفطار لمشاهدته مدوياً بصوته إيذاناً بالعودة إلى الزمن الماضي، وذلك مع دخول وقت المغرب طوال أيام رمضان كما كان سابقاً؛ بسبب وباء كورونا المستجد والإجراءات الاحترازية المتبعة.

في حين حرصت بلدية دبي -رغم تفشي فيروس كورونا- على إبقاء صورة المدفع الرمضاني لكن دون جمهور هذا العام، حيث سيوجد في أربعة مواقع من الإمارة.

وسيتمكن السكان من مشاهدة مدافع رمضان من منازلهم بسبب المناطق التي تم اختيارها في دبي، وفق صحيفة "الإمارات اليوم".

كما سيكون من الصعب حدوث تجمعات في الكويت عند مدفع الإفطار الذي يقع قرب سوق المباركية التراثي في قلب العاصمة.

أما في البحرين، وعلى ساحل البحر بالعاصمة المنامة، فكان من عادة الناس أن يتجمعوا مع أولادهم الصغار من أجل مشاهدة إطلاق المدفع يومياً وقت حلول موعد المغرب، إلا أن وباء كورونا سيحول دون ذلك هذا العام.

وفي سلطنة عُمان، وعلى الرغم من اندثار عادة إطلاق مدفع رمضان، تبقى آثاره ومجسماته وأعداد منه تُشاهد في المتاحف والمناطق السياحية والعامة.

 

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد