عادات رمضانية يفتقدها الكويتيون بسبب الوباء

عادات رمضانية يفتقدها الكويتيون بسبب الوباء

يفتقد الكويتيون في رمضان لهذا العام العديد من العادات الاجتماعية القديمة جدًا، التي تحدت كافة مظاهر التطور والحداثة في المجتمع الكويتي لسنوات، إلا أنها عجزت عن الوقوف في وجه فيروس كورونا الذي غزا معظم دول العالم وغير شكل الحياة خلال أشهر قليلة.

ومن أبرز العادات الرمضانية لدى الكويتيين والتي تم توارث معظمها عن الأسلاف حتى الآن "مائدة قريش" و"الغبقات الرمضانية" و"القرقيعان" إضافة إلى مدفع الإفطار و"أبو طبيلة" التي تعتمد جميعها على تجمعات منعتها الظروف الصحية الراهنة تحت طائلة القانون لما لإحيائها من خطر يهدد الصحة العامة.

و"مائدة قريش" من الموروثات الشعبية القديمة وتقام في آخر يوم من شهر شعبان استعدادًا لبدء الصيام، حيث تقوم النسوة بجمع الأطعمة الموجودة في بيوتهن والتوجه بها إلى منزل كبير العائلة للاحتفال بقدوم رمضان.

ويقول باحثون في التراث الكويتي "إن سبب إيجاد هذه العادة سابقًا هو الخوف على الأطعمة من التلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود ثلاجات آنذاك لحفظها ذلك أن الكويتيين كانوا سابقًا يتناولون بقايا الطعام صباح اليوم التالي".

أما "الغبقة الرمضانية" فهي من أبرز العادات التي بقيت مستمرة حتى اليوم مع تطور كبير في إعدادها، وهي تجمع أفراد العائلة عقب صلاة التراويح في منزل واحد لتعزيز الروابط الأسرية، إلا أنها تجاوزت في السنوات الأخيرة حدود المنزل والعائلة لتشمل الأصدقاء وزملاء العمل وتقام في صالات وفنادق يتم حجزها مسبقًا والإعلان عن موعدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

إلا أن هذه العادات جميعها بما فيها القرقيعان وهو احتفال يبدأ في الثاني عشر من رمضان ويستمر ثلاثة أيام حيث يطوف فيه الأطفال على البيوت مرددين أهازيج خاصة، ستغيب هذا العام لتزامنها مع أوامر رسمية بمنع الاختلاط وحظر التجوال الذي يبدأ من الرابعة مساء وينتهي الثامنة صباحًا، ليلتزم الكويتيون بيوتهم طوال هذه الساعات تعايشًا مع وضع غير مألوف لديهم.

وفضلًا عن ذلك ستغيب بعض المظاهر الاجتماعية الأخرى التي اعتادها الكويتيون في هذا الشهر كممارسة رياضة المشي قبيل الإفطار والتجمع حول مدفع الإفطار في قصر نايف والتجول في سوق المباركية الشهير الذي يفتقد إلى الازدحام المعتاد منذ بداية الأزمة وإغلاق معظم محلاته ضمن الإجراءات الاحترازية.

ولم تغب العادات من أرض الواقع فحسب، بل كان واضحًا غيابها عن العالم الافتراضي وتحديدًا موقع "تويتر" الذي كان يعتبر أبرز الساحات الكويتية للإعلان عن الخطط والاستعدادات لرمضان والدعوة إلى الغبقات وسهرات الديوانيات ونقل أجواء صلاة التراويح التي تم إلغاؤها هذا العام في المساجد التي أُغلقت بفعل الفيروس المستجد.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد