تتنوع عقاقير ومستحضرات حرق الدهون أو سد الشهية في الصيدليات ومحلات المنتجات الصحية التي تعدنا بفقدان الوزن والتخلص من الدهون، ولكن هل يمكننا فعلا إنقاص وزننا بتناول بعض العقاقير والكبسولات؟
توضح الكاتبة سيسيل تيبار -في التقرير الذي نشرته صحيفة "لوفيغارو" LeFigaro الفرنسية- أن هذه العقاقير والكبسولات -التي تباع في الصيدليات ومحلات المنتجات الحيوية وعبر الإنترنت- لا تصنف بشكل رسمي على أنها أدوية، وبالتالي، فهي لا تخضع لنفس القيود والرقابة المشددة، ولذلك فإن المصنع ليس ملزما بإجراء تجارب إكلينيكية لإثبات الفعالية، على عكس ما هو مطلوب من الأدوية.
وتضيف الكاتبة أن هذه المستحضرات لا تخضع أيضا لاختبارات السمية، وغالبا ما تعتمد في عملية الدعاية والترويج على أفكار قديمة أو استخدامات شائعة في الطب التقليدي، لنبتة كانت رائجة في العصور السابقة، رغم أن هذه الفاعلية غير مثبتة بشكل علمي.
ماذا تقول الدراسات العلمية؟
مؤخرا، قامت مجموعة من الأطباء الجامعيين في الولايات المتحدة بمراجعة شاملة لكل الدراسات الجادة والمستقلة حول منتجات التخسيس. وهذا العمل، الذي تم نشر نتائجه عام 2021 في مجلة "السمنة"، شمل 315 تجربة إكلينيكية نُفذت من طرف الباحثين.
إلا أن أغلب هذه التجارب كانت تشوبها بعض العيوب التي تمس مصداقية النتائج، مثل قلة عدد من خضعوا للتجربة، أو قصر المدة، أو خطأ المنهجية، أو الانحياز لأفكار مسبقة، وهو ما أدى بالباحثين إلى الخروج بخلاصة مفادها عدم وجود دراسات تثبت بشكل قطعي فاعلية منتجات التخسيس المتوفرة في الأسواق.
كذلك أصدر المؤتمر الأوروبي لأبحاث السمنة خلال العام الجاري نتائج دراسة جديدة، تؤيد هذه الخلاصة؛ إذ إن المكملات الغذائية الموجودة الآن في الأسواق لا تسمح بتحقيق خسارة ملموسة في الوزن، مع العلم بأن هذا الفقدان الملوس للوزن يجب أن لا يقل عن 2.5 كيلوغرام.
ويقول البروفيسور جون ماري بار "هذا لا يعني عدم وجود مكملات غذائية مفيدة، ولكن حتى لو كانت هذه الفائدة موجودة فهي قليلة جدا. وعلى كل حال، يمكن لهذه المستحضرات أن يكون لها تأثير وهمي، بمعنى أنها توهم الشخص بفائدتها، وبالتالي فهي تشجعه وتحسن حالته النفسية".
وتقول ساندرا فيورين "إن شراء مستحضر بنحو 50 يورو يمكن أن يشجع الشخص على مزيد الالتزام والحرص على صحته ومراقبة تغذيته. ولكن تعاطي هذا المنتج من دون الانتباه للحمية الغذائية وممارسة الرياضة لا يؤدي إلى أي نتيجة".