لماذا غرّمت المملكة المتحدة فيسبوك 645 ألف دولار؟

لماذا غرّمت المملكة المتحدة فيسبوك 645 ألف دولار؟

غرّم مكتب مفوض المعلومات (Information Commissioner’s Office) -المسئول عن حماية البيانات في المملكة المتحدة- موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) 500 ألف جنيه استرليني ( نحو 645 ألف دولار) بسبب إخفاقه في حماية البيانات الشخصية المستخدمين.

وتعد تلك هي أقصى غرامة يمكن لمكتب مفوض المعلومات فرضها على شركات تحت مظلة القانون السابق الذي كان مطبقاً وقت وقوع المخالفة، وقد تم تغيير القانون في مايو/ أيار الماضي ليصبح بمقدور المراقب البريطاني فرض غرامات حدها الأقصى 17 مليون دولار أو 4% من العوائد العالمية للشركات المخالفة.

وقال المكتب المسئول عن حماية المستخدمين البريطانيين إن تحقيقاته وجدت أنه خلال الفترة من 2007 إلى 2014، سمح فيسبوك لمطوري التطبيقات بالدخول لبيانات مستخدمين دون معرفتهم، كما سمح بحصد بيانات أصدقاءهم الذين لم يقوموا بتحميل التطبيق أو استخدامه.

شركة يابانية تكشف عن هاتف "غبي" يعد الأصغر في العالم (صور)

وبحسب التقرير الصادر عن المكتب، فقد أخفق موقع التواصل الاجتماعي في تأمين بيانات المستخدمين لأنه لم يتمكن من وضع إجراءات تحقق مناسبة على التطبيقات والمطورين الذين يستخدمون المنصة، وهو ما سمح لألكساندر كوغان وشركته بالحصول على بيانات 87 مليون شخص.

وتابع مكتب مفوض المعلومات: حتى بعدما تكشف أمر التسريب لفيسبوك عام 2015، لم يقم الموقع بتحركات كافية للتأكد من حذف البيانات المسربة، كما لم يوقف (SCL Group) المتورطة في الأمر حتى عام 2018.

وقد أثبتت تحقيقات المكتب أن بيانات مليون مستخدم على الأقل بالمملكة المتحدة كانت ضمن المعلومات التي تم تسريبها وأسئ استخدامها من قبل شركة الاستشارات السياسية كامبريدج أناليتكا.

ويخضع كل من (فيسبوك) وشركة الاستشارات السياسية (كامبريدج أناليتكا) لتحقيقات منذ فبراير/ شباط عقب ظهور معلومات تفيد بقيام الأخيرة بالحصول على معلومات مستخدمين حول العالم من خلال تطبيق على (فيسبوك)، ثم استخدام تلك البيانات في توجيه الرأي العام أثناء الحملة الإنتخابية الأمريكية عام 2016، وأقر (فيسبوك) بأن التسريب طال بيانات 87 مليون مستخدم.

وكان مارك زوكربيرج المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قد أكد في وقت سابق عدم وجود نية لتعويض مستخدمي الإتحاد الأوروبي الذين تضرروا من تسرب بياناتهم، وقال في رد مكتوب على بعض الأسئلة التي وجهها له أعضاء بالبرلمان الأوروبي “هناك خرق واضح للثقة. ومع ذلك، من المهم التذكير بأنه لم يتم مشاركة أي بيانات تخص تفاصيل الحسابات المصرفية وبطاقات الهوية الوطنية وبطاقات الائتمان. الباحث الكساندر كوغان مطور التطبيق الذى أثار الأزمة قد باع المعلومات الخاصة بمستخدمين في الولايات المتحدة وليس في دول الإتحاد الأوروبي إلى شركة كامبريدج أناليتكا”.

وتضمن تقرير سابق أعده مكتب مفوض المعلومات في بريطانيا عدد من الإجراءات الأخرى التي يمكن إتخاذها ضد فيسبوك، مثل إرسال خطاب تحذير إلى 13 حزب سياسي وإشعارات تجبرهم على الموافقة على مراجعة ممارسات حماية المعلومات الخاصة بهم، إلى جانب العديد من الإجراءات الأخرى.

وواجه فيسبوك فضيحة سرقة بيانات جديدة منذ أسابيع، حيث أعلن أن 30 مليون مستخدم قد تأثروا جراء هجمة قرصنة، من بينهم 29 مليون حساب تم بالفعل اختراق بياناتهم الشخصية.

 

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد