قبل أن يستحوذ "فيسبوك" على "واتساب"، لم يتحدث أي خبير أو شركة سيبرانية عن حدوث حالات تجسس أو اختراق للتطبيق.
بل لم يكن "واتساب" يعرف الكثير عن مستخدميه باستثناء أرقام هواتفهم، ولم يشارك أيّاً من هذه المعلومات مع أطراف ثالثة.
لكن منذ اللحظة التي أعلن فيها "فيسبوك" عن خططه لشراء "واتساب" في عام 2014، تساءل المراقبون عن كيفية أداء التطبيق تحت إدارة "فيسبوك"، خاصةً أنّ شركة "واتساب" معروفة بالتزامها الشديد بالخصوصية.
تعهد زوكربيرغ علناً في خطابٍ رئيسٍ ألقاه عام 2014، بأن "واتساب" سيبقى كما هو تماماً.
وقال حينها: "لن نغير مطلقاً الخطط المتعلقة بواتساب والطريقة التي يستخدم بها بيانات المستخدم، واتساب سيعمل بشكل مستقل تماماً".
لكن في السادس من يناير الماضي، أعلنت الشركة أنها ستجبر المستخدمين على استخدام المعلومات مثل أرقام هواتف المستخدمين وصور الملفات الشخصية ورسائل الحالة وعناوين IP لأغراض تنظيم استهداف الإعلانات ومكافحة البريد العشوائي، ومشاركتها مع فيسبوك إذا كان المستخدمون يريدون الاستمرار في استخدام الخدمة"، مما أثار غضب المستخدمين.
وبسبب تلك الشروط التي فرضها "فيسبوك" على المستخدمين، ظهرت دعوات تنادي بمغادرة التطبيق والتوجه نحو تطبيقات مراسَلة أخرى مثل "تليغرام" و"سيغنال".
في الأسبوع الماضي كشف تحقيق شامل صادر عن مؤسسة "ProPublica"، وهي منظمة غير ربحية مقرها نيويورك تهدف إلى إنتاج صحافة استقصائية، أن تطبيق "واتساب" كان يراقب محتويات الدردشة سراً.
وبيّن التقرير أن تطبيق واتساب لديه أكثر من 1000 عامل متعاقد يملؤون طوابق مباني المكاتب في أوستن وتكساس ودبلن وسنغافورة.
يستخدم هؤلاء العاملون برامج خاصة لتصفح (التجسس) ملايين الرسائل الخاصة والصور ومقاطع الفيديو للمستخدمين في "واتساب".
في الأسبوع الماضي اعتذر "فيسبوك" عن وجود عطل في خوارزمية ذكاء اصطناعي قيل إنها كانت تصف بعض الرجال السود بأنهم "قرود''، في مقطع فيديو يعود تاريخه إلى 27 يونيو 2020، ووصفه بأنه "خطأ غير مقبول".
وبحسب ما نقله موقع صحيفة "نيويورك تايمز" عن "فيسبوك"، فإن خبراء الشركة يعملون على التأكد من عدم حدوث سيناريو مشابه مرة أخرى.
أظهر الفيديو المعني لقطات لرجال سود شوهدوا في شجار مع بعض ضباط الشرطة البيض والمدنيين عندما ظهرت فجأةً رسالة آلية أسفل المقطع تقول: "هل تستمر في مشاهدة مقاطع فيديو عن القرود؟".
وذكرت "نيويورك تايمز" عن داني ليفر، المتحدثة باسم "فيسبوك"، أنها أعربت عن أسفها بشأن ذلك الخطأ، وقالت: "بينما أجرينا تحسينات على الذكاء الاصطناعي لدينا، ونعلم أنه ليس مثالياً، ولدينا مزيد من التقدم الذي يتعين علينا تحقيقه، نعتذر لأي شخص قد يكون رأى هذه التوصيات المسيئة".
وبحسب تقرير لموقع "slate" لم يكتشف "فيسبوك" المشكلة بنفسه، لكنّ دارسي غروفز، مديرة تصميم المحتوى السابقة في "فيسبوك"، قالت: "إن التعامل مع المشاكل العرقية لم يكن من أولويات قادة فيسبوك، لا يمكن أن يستمر فيسبوك في ارتكاب هذه الأخطاء ثم يقول: أنا آسف".
مشاكل التجسس والتحيّز لم تكن الأولى من نوعها، ففي عام 2019، طلب زوكربيرغ من الموظفين التوقف عن حذف عبارة "حياة السود مهمة" واستبدالها بعبارة "كل الحياة مهمة"، في الساحة العامة بمقر الشركة في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا.