الطّاقة الهوائيّة: كلّ المعلومات والتّفاصيل

الطّاقة الهوائيّة: كلّ المعلومات والتّفاصيل

ُعتبر الطّاقة الهوائيّة من أقدم أنواع الطّاقة النّظيفة إستعمالاً عبر التّاريخ، إذ ظهرت مع بناء أوّل سفينة شراعيّة و سُخّرت لاحقاً في الطّواحين الهوائيّة بهدف ضخّ المياه نحو المزارع وطحن الحبوب. إستُغلّت هذه الطواحين في عام ١٨٨٧ لإنتاج الكهرباء لأوّل مرّة في سكوتلندا وتطوّرت في القرن العشرين مع ظهور ما يُعرف الآن بمزارع الرّياح التي تضمّ عدداً كبيراً من التّوربينات الهوائيّة التي تقف جنباً إلى جنب بطريقة متوازية وتكون متّصلة بشبكة كهربائيّة تسمح بالتّحكم بالإنتاج. أمّا اليوم، تنتشر هذه المزارع في كل أنحاء العالم وتختلف أحجامها، من محطّات صغيرة تشحن بطّاريّات إلى مزارع بحريّة عملاقة تضيئ مدن ودول.

خصائص مزارع الهواء

الطّاقة الهوائيّة

تنقسم هذه المزارع إلى فئتين، الأولى بحريّة والثّانية على اليابسة ولكلٍّ منهما حسناتها وسيّئاتها. تتميّز المزارع الموجودة على اليابسة بكلفتها المنخفضة نسبيّاً وسهولة بناء الإمدادات التي تربطها بالشّبكة الكهربائيّة الأساسيّة وعلى الرّغم من أن معظمها يحتلّ أماكن بعيدة عن الإكتظاظ السّكانيّ، ما زالت هذه المزارع تشوّه المناظر الطّبيعيّة. تتفوّق المصفوفات البحريّة من ناحية الإنتاج الكهربائيّ بسبب مساحتها الشّاسعة وقوّة التّيار الهوائي في البحر، لكن تتطلّب صيانة عالية ومستمرّة كما أن بناؤها في الماء مُكلف جدّاً وقد تحتاج في بعض الأحيان إلى مزرعة على اليابسة لتمدُّها بالطّاقة.

تُعد مزرعة غانسو الهوائيّة (Gansu Wind Farm) في الصّين الأكبر على مستوى الحجم وكميّة الإنتاج إذ تتشكّل من آلاف التّوربينات وتُعطي ما يفوق السّتة آلاف ميجاواط أي ما يوازي مجموع إنتاج الشّركات الخمس التي تلحقها على لائحة أكبر المزارع الهوائيّة في العالم.

قوّة إنتاج الطّاقة الهوائيّة

الطّاقة الهوائيّة

منذ عام ٢٠١٥، تُنتج الدّنمارك ٤٠% من طاقتها الكهربائيّة من مزارع الهواء وهي ليست الوحيدة إذ ما يتخطى ٨٣ دولة يستعملون هذه التّقنيّة لإنتاج جزء مهمّ من الكهرباء. أمّا اليوم، تحتل الصّين المركز الأوّل في هذا المجال إذ تُنتج أكثر من ٣٣% من الطّاقة الهوائيّة العالميّة وتلحقها الولايات المتّحدة الأمريكيّة مع ما يفوق ١٧% من الإنتاج العالمي وتُعدّ هذه الدّولة الأسرع نموًّا في قطاع الطّاقة المتجدّدة. نضيف إلى هذه اللاّئحة ألمانيا التي تحتل المركز الثّالث من ناحية الإنتاج تتبعها الهند، إسبانيا والمملكة المتّحدة.

قدرة التّخزين من الطّاقة الهوائيّة

الطّاقة الهوائيّة

تُساعد الطّاقة الكرمائيّة على تخزين الطّاقة الهوائيّة بشكلٍ كبيرٍ ولهذا السّبب هي الوسيلة الأكثر إستعمالاً إذ تتمكّن الجهات المسؤولة عن هذه المواقع من الحدّ من مصروف المياه عندما يكون الهواء قويّ ما يسمح بتخزين كميّة مهمّة من الماء تُستخدم لاحقاً لتعويض إنتاج الطّاقة عندما تضعف سرعة الرّياح. لكن عندما يغيب مصدر الماء، نتّجه نحو ضخّ وتخزين الطّاقة الكهرمائيّة في الموقع، أو نخزّن الهواء المضغوط أو الطّاقة الحراريّة.

تُساهم الطّاقة المخزّنة في رفع سعر الطّاقة الهوائيّة خاصّةً عندما يكثُر الطّلب عليها خلال فترة إنقطاع الرّياح لكن من الصّعب إنجازها بسبب التّكاليف العالية المرتبطة ببناء وسائل التّخزين على الرّغم من أنّهم محدودي الفعاليّة إذ يتبدّد قسم كبير من الطّاقة خلال فترة التّخزين.

الطّاقة الهوائيّة

تُشجّع الحكومات العالميّة على إستخدام هذا النّوع من الطّاقة لأنّها الأفضل من ناحية الحدّ من الإحتباس الحراريّ إذ يُعتبر تأثيرها البيئي شبه معدوم مقارنةً بالوقود والبترول. وعلى الرّغم من أن بناء مزارع هوائيّة يتطلّب مساحةً شاسعةً إلاّ أن الجزء الأكبر منها يُزرَع في أكثر الأحيان علماً أنّ أساسات التّوربينات و بنيتها التّحتيّة لا تطلب نطاقاً واسعاً

للمزيد من المعلومات حول مصادر الطّاقة إضغط هنا.

الكاتب: نزار زغيب
المزيد