تغيير الوظيفة
قد يكون ترك الوظيفة من أصعب القرارات التي قد تضطر إلى اتخاذها في حياتك ومسيرتك المهنية، فربما تكون قد أمضيت سنوات كجزء من منظمة، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من ثقافة مكتبها، وترك هذا النوع من البيئة المألوفة خلفك يمكن أن يكون مخيفًا حتى بالنسبة للعمال الأكثر خبرة.
من دون أن ننسى الروابط الشخصية، فإذا كنت تعمل في مكتب ، فأنت بلا شك ستصبح صديقًا مع زملائك في العمل ما يصعب مهمة تغيير الوظيفة والمحيط.
لكن بعض المواقف تجعل تغيير الوظائف أمرًا إلزاميًا في حياة ومسيرة الشخص المهنية، خصوصاً عندما تجد حياتك المهنية في طريق مسدود في مكان عملك الحالي، أو قد تتمكن فقط من تحقيق إمكاناتك الكاملة في منصب آخر.
وهذا ما يدفعك إلى ترك الوظيفة علماً أنه على الرغم من صعوبة القرار، إلا أن البقاء في بعض الأحيان في نفس الوظيفة قد يكون أسوأ.
كيف تعرف أن الوقت قد حان لتسليم إخطارك قبل أسبوعين؟ بعض المواقف أوضح من غيرها ، خصوصاً أن هناك علامات أكيدة تساعدك لاتخاذ هذا القرار بفتح صفحة جديدة في حياتك المهنية.
وفي هذا السياق، تكشف بعض الدراسات أن الوظيفة المثالية تنطوي على عمل صعب حقًا خارج منطقة الراحة الخاصة بك في حوالي 20 بالمائة من الوقت.
علماً أن الوظيفة التي تتطلب القليل من العمل أو لا تتطلب الكثير من التحدي تعرضك للخطر خصوصاً أنك قد تنزلق إلى عادات العمل السيئة ، مثل ممارسة الألعاب عبر الإنترنت أو تصفح الإنترنت ، لتمضية الوقت ما يؤثر سلباً عليك فيجعلك شخصاً غير متحمس وغير مستعد للقفز على الفرص عند ظهورها.
وبالتالي، إذا وجدت أنك تشعر بالملل المزمن في العمل أو لا تواجه أي تحديات في مكتبك، فقد يكون الوقت قد حان للبحث عن وظيفة جديدة.
من جهة أخرى، هناك مشكلة عدم التوافق بين الموظف ورب العمل، فأحياناً ربما تشعر أن رئيسك في العمل لا يؤدي وظيفته ما يحلق مشكلة اتصال أساسية مع مديرك ما يجعل الأجواء مشحونة ومتعبة نفسياً وجسديا ما ينعكس سلباً على إنتاجيتك في العمل.
وهذا غالباً ما يشكل سبباً كافياً لدفع الفرد إلى اتخاذ قرار الاستقالة والبحث عن وظيفة أخرى في أسرع وقت ممكن.
الهدف من تغيير الوظيفة
على الرغم من الخوف من تغيير الوظيفة، إلا أن التجديد في الحياة المهنية أمر ضروري جداً خصوصاً أنه مع العمل الجديد تحصل على فرصة لتعلم عمليات جديدة والتعرف على أشخاص جدد ما يمنحك الفرصة للتطور الاجتماعي والمهني والنفسي.
من دون أن ننسى العامل المادي الذي يلعب دوراً أساسياً في عملية تغيير الوظيفة، خصوصاً إن شعرت بأنك وصلت إلى حائط مسدود في عملك الراهن من دون وجود الامكانية للتقدم المالي أو المعنوي، سواء من خلال زيادة في الراتب أو تحسين في رتبتك المهنية وبالتالي من الضروري عندها البحث في موضوع تغيير الوظيفة بغية الحصول على عروض أفضل من شأنها منحك التقدير المادي والمعنوي الذي تستحقه لقاء الخدمات التي تقدمها.
إلى ذلك، فإن تغيير الوظيفة يمنحك فرصة تعلم أمور جديدة وقدرات مهنية متنوعة من شأنها كسبك الخبرة الإضافية اللازمة ما ينعكس إيجاباً على مسيرتك العملية بشكل عام.
وفي هذا السياق، يعتبر الخبراء أن تغيير الوظيفة مهم جداً خصوصاً لناحية كسر الروتين، ويحول دون حصول حال من الملل في العمل.
وعلى الرغم من أن موضوع تغيير الوظيفة ليس بالأمر السهل، إلا أنه مهم وضروري على الصعيدين المادي والمعنوي فهو يمنح الفرد شعوراً بالثقة بالنفس والتجدد والقوة ما ينعكس ايجاباً على حياته الخاصة والاجتماعية والمهنية على السواء.
من دون أن ننسى العامل الأهم ألا وهو الخوف من المجهول أو الفشل في الخيارات المستقبلية، ولكن يبقى الرهان على حسن وذكاء الاختيار، اختيار الوظيفة المناسبة في الوقت المناسب.
ختاماً، لا تقدم على أي خطوة ناقصة بل ادرس خياراتك المتاحة بشكل دقيق وخذ وقتك الكامل للقيام بهذه الخطوة مع أهمية استشارة أصحاب الخبرة في هذا الشأن بغية تحقيق ما تنشده على الصعيد المهني.