لا تخلو مؤسسة أو دائرة من ظاهرة النفاق الوظيفي، وهي الحيل والمكائد الدفينه التي يستخدمها الموظف من أجل الحصول على المصلحة. فكم من موظف ابتسم لمديره موحياً له بقبول ما يقوله، ومن الخلف لعنه ألف لعنة، ووصفه بأفذع الأوصاف وأبشعها. بالطبع هذا أمر نراه كل لحظة في حياتنا العملية؛ بل إنه سلوك لاشعوري يُقْدم عليه البعض دون وعي أو تأنيب ضمير؛ لأنه أصبح جزءا من ثقافة العمل في المؤسسات العربية بشقيها العام والخاص.
وذكرت دراسة طبية حديثة أن تزييف المشاعر فى مجال العمل يضر أكثر مما ينفع.
وجاء في دراسة أجراها باحث بجامعة أريزونا، ونقلتها صحيفة (فيتو) أن القول المأثور "الزيف حتى تصنعه" - أي بإمكان شخص ما أن يزيّف موقفا إيجابيا للحصول على فوائد حقيقية - يأتي بنتائج عكسية عند استخدامه مع زملائه في العمل، وبدلاً من ذلك، يقول الباحثون إن بذل جهد لإحساس المشاعر التي تعرضها فعليًا أكثر إنتاجية.
وقادت الدكتورة أليسون جابرييل أستاذ مشارك في الإدارة والمنظمات في كلية إيلر للإدارة، فريقًا قام بتحليل نوعين من تنظيم العاطفة الذي يستخدمه الناس في العمل: التمثيل السطحي والتمثيل العميق.
وقالت جابرييل "التمثيل السطحي يزيّف ما تعرضه لأشخاص آخرين، وفي الداخل، قد تشعر بالانزعاج أو الإحباط، لكن من الخارج، تحاول أن تكون أفضل ما لديك أو إيجابية ..التمثيل العميق يحاول تغيير ما تشعر به في الداخل وعندما يكون التمثيل عميقًا، فإنك تحاول فعلًا محاذاة ما تشعر به مع كيفية تفاعلك مع الآخرين".
واستطلعت الدراسة البالغين العاملين في مجموعة واسعة من الصناعات بما في ذلك التعليم والتصنيع والهندسة والخدمات المالية.