من يتحمل تكاليف الحجر الصحي؟

من يتحمل تكاليف الحجر الصحي؟

مع تفشي الوباء، وبعد أن أصبح ثلثا سكان العالم رهن الحجر المنزلي، بينما لا توجد أرقام دقيقة حول نزلاء الحجر الصحي في المرافق المخصصة له. أصبحت تكلفة الحجر الصحي تشغل الكثير من الدول، فقليل منها يتكفل بهذا الإجراء ويقدمه مجانا للجميع دون تمييز، لكن هناك دولا أخرى قررت تحميل تلك الكلفة للوافدين الخاضعين لهذا النوع من الحجر، ودولا تفكر في أن تحذو حذوها، في وقت تتصاعد فيه أصوات الشكوى من تلك التكلفة تمهيدا للأخذ بتلك الخطوة.

وإجراء الحجر الصحي الذي يتردد كثيرا في ظل جائحة فيروس كورونا ليس جديدا على العالم، ويتم عادةً عند انتشار مرض معدٍ، وحينئذ يطلب من المعرضين للإصابة بالعدوى البقاء في المنزل أو في مكان آخر محدد، لمنع انتشار المرض للآخرين، ويخضع الأشخاص المطبق عليهم الحجر الصحي لمراقبة أية أعراض مرضية قد تظهر عليهم، ويتم تحديد مدة الحجر الصحي بناء على فترة حضانة المرض.

وتميز منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الصحية بين الحجر الصحي والعزل الصحي، فالعزل الصحي يتم تطبيقه على المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض المعدي، وفي هذه الحالة يتم عزلهم عن باقي الأصحاء.

وكما بدأ ظهور الفيروس في الصين بدأت إجراءات العزل والحجر الصحي هناك أيضا، وما إن كادت حدة الإصابات الجديدة بالمرض تتراجع هناك حتى طالبت العديد من المدن والمقاطعات الصينية الـ26، التي تفرض الحجر الصحي على الوافدين، أن يتحمل الخاضعون للحجر الصحي تكاليف الحجر بأنفسهم.

أما ولاية هاواي الأميركية الواقعة في المحيط الهادي والتي تعد قبلة سياحية لمواطني الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم، فتمهد لفرض الحجر الصحي لمدة 14 يوما على القادمين من الخارج، على أن يتحملوا هم دفع النفقات.

وفي كوريا الجنوبية تفكر الحكومة في إعادة النظر في سياستها الصحية تجاه المصابين بالفيروس، بعد أن كانت تغطي نفقات الحجر الصحي حتى للأجانب، في ظل الشكاوى والانتقادات الموجهة للحكومة الكورية من أن تلك السياسة قد تضع عبئا على خزينة الدولة.

وألمح مسؤول في وزارة الخارجية الكورية مطلع الأسبوع الجاري إلى إمكانية تغيير تلك السياسة، قائلا: "نحن نراقب عن كثب تحركات ومواقف الدول، وأعتقد أنه سيتعين علينا تحديد موقفنا بناءً على قراءتنا لتلك المواقف".

وقال وزير الصحة الأردني سعد جابر في مقابلة تلفزيونية قبل أسبوعين إن كلفة اليوم الواحد للفرد الواحد في الحجر الصحي تتراوح ما بين 120 إلى 180 دينارا (170 إلى 253 دولارا).

وأوضح أن هذه الكلفة تدخل فيها "الإقامة والطعام والتنظيف والفرق الطبية والفرق الأمنية التي تمنع خروجهم وتمنع الآخرين من زيارتهم"، أما كلفة مريض العزل الصحي -بحسب ما قال الوزير الأردني- فتبلغ 1200 دينار في اليوم الواحد (1690 دولارا).

 

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد