معدل الرفاه لسكان الإمارات أعلى من المعدل العالمي

معدل الرفاه لسكان الإمارات أعلى من المعدل العالمي

كشفت "سيغنا" العالمية، المسجلة في بورصة نيويورك بالرمز "CI"، عبر فرعها في الشرق الأوسط اليوم عن نتائج دراستها حول صحة الموظفين 2018 Cigna 360o Well-Being Survey - FutureAssured. وتظهر الدراسة، التي استطلعت آراء عينة من سكان دولة الإمارات للسنة الثانية على التوالي، أن مستوى جودة الحياة والرفاه العام في دولة الإمارات مستقر مع ازدياد ثقة السكان بقدرتهم على إدارة تكاليفهم الحالية والمستقبلية، كما أكدت أغلبية المشاركين في الدراسة وجود توازن جيد بين حياتهم العملية والشخصية.

واعتمدت الدراسة، وهي الآن في عامها الرابع، نهجاً أكثر شمولاً لاستطلاع آراء السكان ومعرفة مصادر القلق لديهم بشأن صحتهم وتحديد مستوى شعورهم بالرفاه ضمن خمسة مجالات رئيسية هي الوضع الجسدي، والأسري، والاجتماعي، والمالي، وبيئة العمل. وتعتبر دراسة سيغنا لهذا العام الأوسع نطاقاً من حيث عدد الدول، بعد إضافة 10 دول جديدة، لتشمل الدراسة 23 دولة وإقليماً على مستوى العالم.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن دولة الإمارات سجلت معدل رفاه أعلى من المعدل العالمي ومن دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وسنغافورة، رغم تراجع طفيف عن العام الماضي بمقدار 1.6 نقطة من 63.1 إلى 61.5. وأرجع المشاركون ذلك إلى أنهم غير قادرين على تخصيص الوقت الكافي لأنفسهم وانشغال بالهم حيال قدرتهم على تأمين احتياجات أفراد عائلاتهم.

وسجل الرفاه الجسدي أيضاً تراجعاً طفيفاً منذ دراسة عام 2017، مع تسجيل أكبر معدل انخفاض في القدرة على ممارسة الرياضة بانتظام، حيث أفاد 23% فقط ممن شملتهم الدراسة بأنهم يمارسون التمارين الرياضية بشكل منتظم، مقارنةً مع 29% في عام 2017، بينما قال 45% أنهم يحصلون على قسطٍ كاف من النوم، مقارنةً بنسبة 49% في العام السابق.

انتبه.. العمل خارج أوقات الدوام يضر صحتك

الرفاه في مكان العمل

تحظى برامج الرفاه في مكان بأهمية كبيرة لدى الموظفين في الإمارات، حيث اتفق 81% من إجمالي المشاركين في الدراسة، بما في ذلك 85% من المشاركين من جيل الألفية، بأن برامج الرفاه في مكان العمل لها دور مهم في اختيار مكان العمل المحتمل.

وكشفت نتائج الدراسة أيضاً عن انخفاض مستوى دعم أرباب العمل، حيث أشار ثلاثة من كل خمسة أشخاص في الدراسة إلى عدم وجود برنامج رفاه رسمي في مكان عملهم، كما زعم نصفهم بأنهم لا يتلقون دعماً كافياً من أرباب عملهم للتعامل مع الضغوطات.

وقال آرت كوزاد، الرئيس التنفيذي لشركة سيغنا الشرق الأوسط للتأمين: "يتملك المزيد من الأفراد شعور إيجابي نحو وضعهم المالي الحالي، وهم يدركون أهمية الاستعداد للمستقبل، لكن في المقابل، كشفت نتائج دراستنا أيضاً عن ارتفاع مستوى الشعور بالضغط في مكان العمل اليوم. وهذا يمثل فرصة كبيرة لأرباب العمل لتكثيف جهودهم من أجل تعزيز مستويات رفاه الموظفين. وقد قامت حكومة الإمارات بالفعل بدور ريادي في هذا الصدد، من خلال أجندة السعادة المبتكرة التي ترسي معياراً رائداً للبلدان حول العالم. كما يمكن لشركات القطاع الخاص أن تتخذ خطوات مشابهة، من خلال تقديم حلول عملية مثل ساعات العمل المرنة أو الدعم في إدارة الضغوطات من خلال توفير باقات تأمين تشمل برامج الرفاه والدعم النفسي".


التحضّر للشيخوخة

عند التطرق لموضوع الشيخوخة، توقع نصف المشاركين في الدراسة أن يصلوا إلى تحقيق الاستقلالية المالية عند بلوغهم تلك المرحلة من العمر. ويعتقد ثلاثة من بين خمسة أشخاص أنهم سيواصلون عيش حياة نشطة على المستويين الجسدي والاجتماعي عند بلوغ مرحلة الشيخوخة. ومع ذلك، توقع 20% فقط من المشاركين حصولهم على تغطية تأمين صحية للشيخوخة، ورأى الأغلبية الاعتماد على الادخار بهدف تمويل نفقاتهم الصحية عند الكبر.

ويعتقد 47% من المشاركين أنهم سيتلقون عناية ورعاية من الأزواج عند تقدمهم في العمر، في حين رأى 27% أنهم سيعتمدون على الأبناء كمصدر رعاية ودعم، بدل تلقي المساعدة على يد متخصصين بتقديم الرعاية لكبار السن.

الرعاية الصحية

تشهد الرعاية الصحية الخاصة إقبالاً كبيراً في دولة الإمارات، مع تصنيفها بدرجة أفضل من الرعاية الصحية العامة من معظم النواحي. وعلى النقيض من معظم القطاعات المستهدفة في الدراسة، لا يُنظر إلى الرعاية الصحية الخاصة باعتبارها أكثر كلفة بكثير من نظام الرعاية الصحية العام.

ومن جهة أخرى، يبدو سكان الإمارات منفتحين بدرجة كبيرة تصل نسبتها إلى 76% من المشاركين على مشاركة بياناتهم الصحية مع أطراف ثالثة، إذا ما كان ذلك يحقق خفض تكاليف الرعاية الصحية، وتوفير الرعاية الصحية بصورة أفضل، وتمكين الكشف المبكر عن الأمراض.

وختم كوزاد بقوله: "في الوقت الذي تشغل فيه دولة الإمارات موقعاً رائداً في جودة الرعاية الصحية المقدمة، نجد ثغرات في إمكانية الحصول على العلاج نتيجة لعوامل مختلفة، تتراوح بين نقص المزايا المقدمة للموظفين لدى الشركات، وصولاً إلى انخفاض السلوكيات الصحية وضعف اهتمام السكان بعافيتهم. ومع زيادة التوعية وتعزيز آليات التدخل المبكر، يمكننا التخفيف من حدة هذه الثغرات، والوصول إلى مجتمع أكثر عافية وإنتاجية".

 

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد