تتجه أمانة العاصمة المقدسة، لتدوير جميع النفايات خلال مواسم الحج ومعالجتها للاستفادة منها بالشكل الصحيح وبما يتلاءم مع البيئة، من خلال مشروع يعمل عليه استشاريون حاليا بإعداد الدراسات عليه.
وقال لـ"الاقتصادية" المهندس محمد المورقي مدير عام النظافة في الأمانة، إن المشروع سيتم عبر عدة مراحل، والمرحلة الأخيرة تتضمن التدوير والمعالجة، متوقعا أن يتم الاستفادة من المشروع في موسم الحج المقبل، رغم أنه تمت الاستفادة من التدوير خلال موسم الحج الجاري لكن بشكل محدود.
وأشار إلى أن العاصمة المقدسة شريكة في تشجيع المبادرات التي تمت في مركز أبحاث الحج وبعض المبادرات التي قدمت للإمارة، إضافة إلى التعاون من خلال مبادرة "حج أخضر" و"حج بلا بلاستيك"، وهذه تجارب سيتم التوسع فيها بشكل كبير لتطبيقها في السنوات المقبلة للاستفادة من التدوير، والفرز للنفايات، وإيجاد نفايات صديقة للبيئة.
وأوضح، أن استخدام التقنيات لا تقف عند هذا الحد من المعدات الحالية، بل أجريت الدراسات وورش العمل المتعددة للوصول إلى طرق غير تقليدية في نظافة المشاعر المقدسة، وهي مطروحة حاليا وسترى النور قريبا، وستتغير المنهجية في التعامل مع النفايات في المشاعر المقدسة ليتم الاستفادة منها بتدويرها.
وبين أن الأمانة تعمل على تجهيز المشاعر المقدسة قبل وصول الحجاج بنظافتها وتهيئتها وتهيئة البنية التحتية التي أعدت من السابق، ثم فترة الذروة وقت وجود الحجاج في المشاعر المقدسة ابتداء من منى ثم إلى عرفة ومزدلفة والعودة إلى منى.
وقال إن جسر الجمرات جزء من المشاعر المقدسة والأمانة معنية بنظافة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمساحات الشاسعة، وتم تقسيمها إلى 27 منطقة، كل منطقة تخدم جزءا من المشاعر، وتم تجهيزها بالمعدات وآليات لتقوم بخدمة هذا الجزء حتى يتم رفع كفاءة العمل.
وأردف، أما الخطة الخاصة بمنشأة الجمرات، فهي خطة تختلف عن خطة تقسيم المناطق بحكم اختلاف المنشأة عن الأجزاء الأخرى من المشاعر المقدسة، وحدد لها 750 مشرفا ومراقبا وعاملا يعملون على مدار الساعة، وحدد لها معدات لا تقل عن 120 معدة مختلفة الأنواع لاختلاف المساحات، وتتناسب مع المهام في جسر الجمرات.
وتابع، خطه جسر الجمرات تتلاءم مع المساحات، وتعتمد التنفيذ على فترات الذروة وفترات الراحة للحجاج، وتستغل بعض الفترات بتكثيف العمل وتهيئة الجسر للذروة، لافتا إلى أن النظافة مستمرة في الجسر على مدار الساعة، وأوقات الذروة تعتمد على الأعمال اليدوية في نقل النفايات.
وفي وجود مساحات تستخدم المعدات الملائمة مثل المكانس الآلية للشفط وعربات للعمالة، ووضعت أماكن ثابتة كالصناديق الضاغطة فوق الأرض، ويتم ضغط النفايات داخل الصندوق وتفريغها بعد نهاية الموسم.
وأوضح أن أمانة العاصمة المقدسة استعدت مسبقا، بتجهيز البنية التحتية، كما يتم الاستعانة بصناديق ضاغطة بين 1200 إلى 1300 صندوق فوق الأرض و130 مخزنا أرضيا، لا تقل طاقة كل مخزن عن 40 طنا، كما قامت بتوزيع حاويات بلاستيكية في المشاعر المقدسة بحدود 39 ألف حاوية ليتمكن الحجاج من جمع مخلفات النفايات في الصناديق والحاويات.
ورفعت أمانة العاصمة المقدسة نحو 51.800 طن نفايات من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم حج العام الحالي 1439هـ، نصيب المشاعر منها نحو 15100 طن حتى اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك. وواصلت أمانة العاصمة المقدسة أعمال تنظيف مشعر عرفات بعد نفرة حجاج بيت الله الحرام، إلى مشعر منى، حيث تم تنفيذ خطة تنظيف المشعر بدءا من اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك عبر توزيع الأمانة عشرات الفرق الميدانية الخاصة بأعمال النظافة في مشعر عرفات، إضافة إلى مشعر مزدلفة والحدود الخارجية لمشعر منى.
وقامت الأمانة بتقسيم أعمال النظافة في جميع أنحاء المشعر على الفترتين الصباحية والمسائية وبكامل طاقاتها وتستمر حتى نهاية موسم حج العام الحالي 1439هـ، إلى جانب تخصيص عدد من فرق رش ومكافحة الحشرات واستخدام المبيدات لتغطية كامل المنطقة عقب مغادرة الحجاج لها وبإشراف مشترك من المختصين بتلك المناطق والمشرفين المركزيين.
ويشارك في حملة تنظيف المشاعر المقدسة خلال موسم الحج نحو 7.386 فردا من مشرفين ومساعدي مشرفين ومراقبين وسائقين وعمال نظافة، تدعمهم 359 معدة مختلفة للتخلص من النفايات (ضاغط، قلاب، غراف، بوب كات، مكنسة)، موزعين على المشاعر، ويتم العمل على مدار 24 ساعة خلال فترة وجود الحجيج في مناطق المشاعر المختلفة.