بدأت العاصمة السعودية بتنفيذ برنامجها الطموح الذي من شأنه أن يحول الرياض إلى واحدة من أكثر المدن ملائمة للعيش في العالم من خلال أربعة مشاريع تنموية كبرى -كلفتها حوالي 23 مليار دولار (أكثر من 86 مليار ريال)، وتم تدشينها من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في التاسع عشر من شهر مارس/آذار الماضي.
وتشمل هذه المشاريع، كلاً من حديقة الملك سلمان التي تعتبر واحدة من أكبر الحدائق الحضرية العامة في العالم، وتبلغ مساحتها 13 كيلومتر مربع، أي ما يقارب أربعة أضعاف حديقة سنترال بارك في نيويورك، فيما سيكون المسار الرياضي بمثابة وجهة جديدة ومتطورة في قلب المدينة للعناية بالصحة والرفاه، إذ يضم شبكة من مسارات الدراجات المخصّصة للهواة، بالإضافة إلى 135 كم من مسارات الدراجات الهوائية للمحترفين.
ويعد مشروع الرياض الخضراء مبادرة تهدف إلى رفع نصيب الفرد من المساحات الخضراء في المدينة ويشمل زراعة 7.5 مليون شجرة في كافة أنحاء الرياض؛ مما يسهم في خفض درجة حرارة المدينة بمقدار درجتين مئويتين، وتوفير مسارات مظللة تشجع سكان المدينة على ممارسة المشي والتمارين الرياضية في الهواء الطلق، فيما سيحول مشروع الرياض آرت المدينة إلى "معرض فني مفتوح" من خلال برامج فنون تفاعلية عالمية، وسيتضمن المشروع ألف عمل فني إلى جانب استضافة مهرجان النور السنوي.
وتستكمل هذه المشاريع الأربعة التحويلية، التي تديرها الهيئة الملكية لمدينة الرياض (المعروفة سابقاً بإسم هيئة تطوير مدينة الرياض)، برنامج "جودة الحياة" ضمن رؤية المملكة 2030، وترتبط بشكل مباشر بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، الهادفة إلى إنشاء مدن ومجتمعات مستدامة واتخاذ الإجراءات العاجلة ضد تغير المناخ.
وستوفر المشاريع الأربعة فوائد اجتماعية واقتصادية وبيئية للمدينة، وسيتم توفير فرص عمل متعددة، حيث ستوفر حديقة الملك سلمان نحو ألف فرصة عمل حتى استكمالها، ومن ثم الآلاف من فرص العمل المستمرة، كما ستزدهر السياحة في المدينة لتصبح وجهة مفضلة؛ ليس للأعمال التجارية فحسب بل للترفيه أيضاً، حيث سيكون بمقدور الأسر التنقل والمشاركة في كافة أشكال الفن والثقافة والحياة الاجتماعية.
وكشف مصدر من الهيئة الملكية لمدينة الرياض في هذا السياق أن الحياة في المدينة تشهد تغيراً كبيراً بالنسبة للسكان في ظِل البرامج والمشاريع المتطورة التي أطلقتها الحكومة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والسياحة، والمضي قدماً في خطط وبرامج التنمية المدينة؛ حيث بدأت أولى أهداف رؤية المملكة 2030 تؤتي ثمارها بحيث تكون للمشاريع الأربعة الكبرى أثار إيجابية نوعية على النسيج والرفاه الاجتماعي، من خلال تحسين جودة الحياة لسبعة ملايين فرد من سكان الرياض.