حلت سويسرا في المرتبة الخامسة عالمياً في تقرير منتدى الاقتصاد العالمي الأخير بشأن التنافسية العالمية، وشغلت صدارة الترتيب فيما يتعلق بالمهارات.
ويشير التقرير إلى أن أداء سويسرا كان متفوقاً في المجالات ذات الصلة برأس المال البشري.
وشغلت البلاد المرتبة الأفضل في العالم فيما يتعلق بالتدريب المهني والتدريب أثناء العمل والقدرة على توظيف الخريجين.
ويشارك ما يصل إلى 70 بالمائة من طلاب المدارس الثانوية في نظام تدريب التعليم المهني (فيت)، وفقاً لتقرير مركز معايير التعليم الدولي الصادر عام 2015.
ويتوقف الشباب عن التعليم بدوام كامل بداية من سن الـ16 عاماً، وبدلاً من ذلك يتنقلون بين المدرسة والدورات التدريبية بين الشركات والخبرة العملية في مكان العمل لمدة تتراوح بين ثلاث إلى أربع سنوات، الأمر الذي يجعلهم يتقاضون أجوراً إضافة إلى تأهيل هام لعالم العمل.
الدعم القوي من أرباب العمل
يقول تقرير مركز معايير التعليم الدولي إن نظام "فيت"، والذي تشارك فيه الشركات السويسرية بنسبة 30 بالمائة، يعمل على إعداد شرائح مختلفة من الطلاب على نطاق واسع للوظائف في نطاق المهن والقطاعات.
ويوضح التقرير أن هذا النظام يتمتع بالدعم القوي من أرباب العمل في سويسرا، والذي يُعد بمثابة مساهم رئيسي في استمرار حيوية وقوة الاقتصاد السويسري.
ويشير كذلك إلى أن البلاد تستفيد من مجموعة من المواهب المهنية ومعدل البطالة بين الشباب المنخفض دون 10 بالمائة إضافة إلى القوة العاملة المدربة والمطلوبة لإنتاج سلع وخدمات عالية الجودة.
ونظراً لهذا التركيز على التدريب المهني، هناك كذلك تركيز أقل على الحصول على درجة علمية، حيث أن أقل من ثلث الشباب دون سن 25 عاماً للذهب للتعليم العالي في عام 2012 مقارنة مع أكثر من النصف في أستراليا والنرويج، وفقًا لأرقام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ويقول "ماتياس عمان" زميل في مركز أبحاث اقتصادي "أفينير سويس" في تعليقات مع مجلة "التايمز للتعليم العالي": هناك الكثير من الأصوات التي تنادي استمرار معدل التعليم العالي عند هذا المستوى كون التدريب في مجال التعليم المهني سر تفوق سويسرا في الوقت الراهن.
وفي حقيقة الأمر، ينتهي المطاف بالعديد من المتدربين الذين اختاروا طريق التدريب المهني بفرص عمل أفضل من الخريجيين بما في ذلك الرئيس التنفيذي لبنك "يو.بي.إس" السويسري "سيرجيو إرموتي" والذي بدأ حياته المهنية في أحد البنوك المحلية.
وفي تقرير التنافسية العالمية، تم تقييم سويسرا على أنها الأفضل لتدريب الموظفين، مع إدراك العديد من الشركات فوائد التطوير المهني.
وجاءت فنلندا - والتي احتلت المرتبة الأولى في فئة المهارات في تقرير التنافسية العالمية للعام الماضي - المركز الثاني هذا العام، لكنها لا تزال تعتبر أفضل بلد لتدريس التفكير النقدي والمهارات الرقمية.