تصارع بنوك عالمية للهيمنة على سوق الذهب في لندن

تصارع بنوك عالمية للهيمنة على سوق الذهب في لندن

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقال تحدثت فيه عن نشوب صراع بين بنوك عالمية للهيمنة على سوق الذهب في لندن، الذي يبلغ حجم تداوله 5 ترليونات دولار في السنة، بعد ظهور خطة لمنح بورصة لندن الحق بتداول العقود الآجلة للذهب.

وقالت إن البنوك العالمية انقسمت إلى مجموعتين، إحداها تضم كلا من "غولدن ساكس"، أحد أكثر البنوك تأثيرا على سوق السلع الأساسية، والبنك الصناعي والتجاري الصيني.

والمجموعة الأخرى تضم المصرفين "إتش إس بي سي" و"جي بي مورجان"، اللذين يريدان الحفاظ على نظام التداول الحالي والذي طالما تعرض لانتقادات من بنوك وخبراء بسبب غموضه وعدم شفافيته. 

ومنذ عام 1919 يحدد سعر الذهب من قبل هيئة تحديد سعر الذهب في لندن، التي تعقد جلستين في اليوم (في الساعة 10:30 صباحا و15:00 بعد الظهر)، وتستند الهيئة إلى معلومات تتلقاها من أكبر خمسة بنوك تتاجر بسبائك الذهب في لندن، والتي تتضمن أوامر بيع وشراء الذهب.

وتقوم هذه البنوك بالمشاركة في هذه العملية لخدمة مصالحها ومصالح عملائها الذين أصدروا أوامر محددة لها للتداول بسعر الذهب الذي يتم تحديده. ويحدد سعره استنادا إلى النقطة، التي يتساوى فيها مجمل أوامر شراء الذهب مع مجمل أوامر بيعه في جميع البنوك المشاركة.

وينتقد الكثير من الخبراء الاقتصاديين هذا النظام، قائلين إنه يترك "ثغرات" للتلاعب، إذ أن البنوك الخمسة هذه تتشاور مع عملائها عبر الهاتف، وهو نظام قديم لذلك تسعى البنوك الأخرى لاستبداله بنظام إلكتروني، والذي سيضفي الشفافية على التداولات.

ونشب الصراع للسيطرة على سوق لندن للمعادن الثمينة بعدما زاد الطلب على هذا المعدن النفيس بنسبة 26% في 2016، ويعود ذلك لقيام البنوك العالمية بخفض أسعار الفائدة، وقرار بريطانيا الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي ما دفع المستثمرين نحو الملاذات الأمنة كالذهب.

وبغض النظر عما إذا كانت تجارة الذهب ستصبح عبر البورصة أو ستستمر عبر النظام القديم السائد حاليا، فإن جميع المشاركين يرون أن سوق لندن يشهد لحظة حاسمة في تاريخه.

 

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد