كشف مؤشر Family 500 أن أكبر 500 شركة عائلية في العالم تحقق مبيعات سنوية بقيمة 6.5 ترليون دولار أمريكي وتوظف أكثر من 21 مليون فرداً، أي ما يكفي لجعل هذه الشركات ثالث أكبر اقتصاد في العالم من بعد السوقين الأمريكية والصينية. تساهم الشركات العائلية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 85 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وستورّث هذه الشركات ممتلكاتها وثرواتها التي تساوي ترليون دولار للجيل التالي في غضون السنوات الخمس إلى العشر المقبلة.
جاء ذلك على هامش جلسة بعنوان "حالة الشركات العائلية" أقيمت في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية. وقال بدر جعفر، الرئيس التنفيذي للهلال للمشاريع والعضو المنتدب لمجموعة شركات الهلال: "تجسد الشركات العائلية جوهر عالم التجارة، ويربطها بالموظفين وأصحاب المصلحة والمجتمعات رابطاً وثيقاً. تقوم علاقتنا بأصحاب المصلحة المعنيين بشركتنا على أساس وثيق من المعرفة بعملنا والقيم التي تتجسد بنا. ولذلك فإن السبيل لتحقيق النجاح واستدامته في هذا العصر الذي تحركه الثورة الصناعية هو بالاستفادة من هذه العوامل الإيجابية التي نمتلكها وأن نبقى في نفس الوقت واقعيين ومدركين للأمور التي يجب علينا أن نغيرها في أنفسنا لنعزز من تقدمنا."
وقد ميّز النقاش ما بين الشركات العائلية وغيرها من الشركات، فعلى نقيض العديد من الشركات التي يتم تقييم آثارها المالية كل ربع سنة، تتمتع الشركات العائلية بقدرة أكبر على انتهاج استراتيجية بعيدة الأمد تهدف إلى خلق القيمة واستدامتها، وهذا ما يمنح الشركات العائلية مستوى أعلى من الثقة والولاء بالمقارنة مع غيرها من الشركات. ويشير مؤشر إيدلمان للثقة أن الشركات العائلية تتمتع بثقة أكبر مما تحظى به غيرها من الشركات العامة والحكومية وحتى المنظمات غير الحكومية. وفي تعليقه على هذا السياق، أضاف بدر جعفر: "أمامنا خياران، إما أن نعتبر هذه الثقة الممنوحة لنا من المسلمات، أو أن نسخرها لتكون دافعاً لنا للتعاون مع أصحاب المصلحة لجعل هذه الثورة محركاً يقودنا نحو تحسين الأوضاع العالمية، الأمر الذي سيكون كفيلاً بتعزيز هذه الثقة التي نحظى بها أكثر فأكثر."