يشهد سوق الإيجارات في أبوظبي حالياً تراجعاً بنحو 20% في إيجارات الشقق العائلية وذلك للمساحات المتوسطة وهي الأكثر طلباً من جانب الأسر الصغيرة والمتوسطة مقارنة بالأسعار السائدة في النصف الأول، ما أتاح الكثير من البدائل أمام المستأجرين وأصحاب الإنفاق المحدود، ولا سيما مع انتهاء الكثير من القيود الاحترازية خلال العام الماضي والتي فرضت صعوبات انتقال الأسر واستبدال المسكن.
وأشار وسطاء عقاريون إلى ظهور العديد من الشواغر في مناطق ذات جذب لسكن العائلات متوسطة الحجم وهي الفئة الأكثر طلباً للشقق السكنية، فيما زاد الإقبال على السكن بالوحدات الأكثر حداثة في مناطق التطوير مثل جزيرة الريم والمشاريع الجديدة في أطراف المدينة أو تفضيل البعض الوحدات المقسمة داخل الفلل بما يضمن الشروط الميسرة في الدفع وكفل لهم عدم تحمل الكلفة الإدارية من الرسوم وكلفة الكهرباء والمياه.
وأسهمت تلك العوامل في إرساء تنافسية بين ملاك العقارات وطرحها بمعدلات ربحية أقل لتنشيط حركة التأجير، مايعكس رغبة الملاك في تحفيز السوق وتنشيط عجلة الإقبال بصورة أكبر.
وأوضحت منصات عقارية مختصة مثل "bayut" تراجع الحد الأدنى للوحدات ذات الغرفتين وصالة وهي الأكثر طلباً منجانب العائلات، لتبدأ قيمتها الإيجارية من دون 35 ألف درهم مقابل أسعار 45 ألف درهم كحد أدنى سابق، وفي مناطقمكتظة وذات جذب كمنطقة المصفح التجارية وشارع المرور ومنطقة دلما فيما حافظت مناطق أخرى مثل شارع المطار وآلنهيان والنجدة والخالدية وغيرها على مستوياتها المنخفضة التي وصلت إليها منذ العام الماضي ما بين 40 و45 ألفدرهم بينما استقرت الوحدات ذات الغرفة والصالة التي تلائم الأسر والأفراد عند 30 ألف درهم.
وربط المختص العقاري أحمد الجنيبي بين تراجع الحد الأدنى لأسعار الإيجارات والتغيرات التي تحدث في السوق من تغير أنماط المستأجرين والزحف نحو المناطق الجديدة المرتبطة ذات الرفاهية وبالتالي زيادة الشواغر في البنيات الأكثر قدماً داخل المدينة والتي تدفع بعض الملاك لطرح مستويات منخفضة من الإيجارات لتحفيز حركة التأجير.
واتفق معه المختص في القطاع العقاري محمد الملاح الذي أكد جاذبية المناطق الجديدة وتفضيل العائلات السكن بها مثل جزيرة الريم خاصة مع تعدد المشاريع السكنية وجود الكثير من البدائل التي أرست مستويات سعرية تماثل المستوياتالسائدة في السوق الإيجاري داخل المدينة قبل عامين و3 أعوام وهو ما يلائم الأسر ذات الدخل المرتفع نوعاً.