أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى إحداث هزة عنيفة في الأسواق المالية وأسواق النفط، ما أدى إلى حدوث تقلبًا غير مسبوق وانخفاضًا حادًّا للجنيه الإسترليني، حتى أنه وصل لمستويات سحيقة، لم يصلها منذ ثلاثة عقود، ولكن ما هو تأثير خروج بريطانيا على السوق السعودي؟
توقع محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" أن يكون أثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على القطاع البنكي بالمملكة محدوداً نظراً لمحدودية انكشاف القطاع على كل من اليورو والجنيه الاسترليني. وحسب بيان للمؤسسة أوضح أحمد بن عبدالكريم الخليفي أن المؤسسة ومنذ فترة تتابع تطورات توجه المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، تحوطاً لما قد يكون عليه من أثر على أسواق المال.
وأضاف: أن المؤسسة قامت بمراجعة سياستها الاستثمارية فيما يخص الأصول المقومة باليورو والجنيه الاسترليني في ضوء التطورات الاقتصادية والسياسية وأجرت بعض التعديلات في حينه. ويرى الخليفي، أنه من المبكر الحكم على الأثر الدائم لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي سواء على اقتصادها أو على اقتصاد الاتحاد الأوروبي وبالتالي على أسواق المال والاستثمار.
في المقابل أكد اقتصاديون ان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي سيكون له أثر سلبي على السوق السعودي بشكل غير مباشر، خصوصا في ودائع البنوك المرتبطة بالجنية الإسترليني والاستثمارات العقارية في بريطانيا، مشيرين إلى أن سوق المال السعودي سيتأثر خلال الأيام الأولى القادمة من الجانب النفسي، لافتين إلى أن بريطانيا ستتعافى من هذا الهبوط في الأسعار خلال العامين القادمين.
وأوضح المحلل الاقتصادي الدكتور طلال الزايد أن بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستتأثر الاستثمارات الخليجية الموجودة سابقًا، وسيكون هناك ضرر كبير نتيجة انخفاض العملة والجاذبية الاستثمارية بسبب التعتيم الذي يلازم خروجها من الاتحاد الأوروبي. والخسائر البريطانية وصلت لأكثر من 100 مليار. كما أن أسعار النفط انخفضت 4 %، وتعتبر بريطانيا من أهم الدول المستهلكة للطاقة.
مشيراً إلى أن التأثير لن يكون طويل المدى، وسينتهي بنهاية عام 2016. وبيّن أن الرؤية ما زالت غير واضحة بعد؛ هل سينسحبون فعليًّا من الاتحاد أم لا؛ كون هناك مفاوضات تجري الآن، وستستمر لسنتين؛ فالتأثير لن يكون كبيرًا إلا أن تتضح الرؤية بشكل أفضل.