الامن الغذائي في السعودية: بين التحديات والنجاح

الامن الغذائي في السعودية: بين التحديات والنجاح

لطالما كان الامن الغذائي في السعودية على رأس اوليات السياسات في الرياض. استطاع الحكام في المملكة، ان يقدموا صورة نموذجية عن الامن الغذائي في السعودية. فهو أحد أسس النظام، وبات تأمينه من التحديات التي تواجه الدول خصوصاً في ظل ازمة غذائية عالمية تعاني منها الدول حالياً.

الامن الغذائي في السعودية

يعتبر الامن الغذائي بحسب ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﻏﺬﻳﺔ واﻟﺰراﻋﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ "الفاو"، هو ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻐﺬاء ﻟﺠﻤﻴﻊ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻜﻤﻴﺔ واﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺘﻴﻦ ﻟﻠﻮﻓﺎء ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻴﺎة ﺻﺤﻴﺔ وﻧﺸﻄﺔ. تشمل المكونات الرئيسية للأمن الغذائي الجوانب التالية. التوافر أي وجود كميات كافية من غذاء مناسب من إنتاج محلي، استيراد تجاري أو مساعدة غذائية على أساس ثابت. اضافة الى الاتاحة، وتعني وجود دخل كاف أو موارد أخرى لإتاحة الغذاء المناسب عبر إنتاج منزلي، شراء، تبادل، هدايا، استعارة أو مساعدة غذائية.

الأمن الغذائي

استطاعت المملكة تجاوز العقبات الطبيعية التي تقف عثرة في طريق تحقيق الامن الغذائي في السعودية لشعبها، عبر استراتيجيات وخطط مكتملة تجمع بين الاستزراع في الخارج، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج الداجني والحيواني، وزيادة الاهتمام بالصناعات الغذائية حتى أصبحت الشركات السعودية أحد اللاعبين الكبار في أسواق الشرق الأوسط حالياً. قد برز التطور في الامن الغذائي في المملكة خلال جائحة كورونا. لم تواجه المملكة اي نقص في الطعام في مختلف انواعه، وكانت الحركة في متاجرها طبيعية من دون اي زحمة. ولم تفرغ مستودعات البضائع من الكثير من الاصناف كما حصل في دول متطورة حيث عانت من ازمة غذاء قاسية.

طرق تحقيق الامن الغذائي

إتبعت المملكة طرق تحقيق الامن الغذائي فيها، فقد دعمت الانتاج الزراعي والامن الغذائي اثناء الازمات. كذلك جعلت الشركات الزراعية الكبرى تواظب على انتاج الخضروات والتمور والقمح والدقيق، واللحوم والأسماك والدواجن، والحليب والألبان، وكان هذا مهماً في تعزيز طرق تحقيق الامن الغذائي المحلي، ومنع ارتفاع الأسعار، وشاهد الجميع وفرة المواد الغذائية في أسواق. ومن بين طرق تحقيق الامن الغذائي، فقد وضعت المملكة 11 برنامجاً ضمن استراتيجيتها الخماسية للأمن الغذائي، تتضمن تحقيق نظام إنتاج غذائي محلّي مستدام للسلع ذات المزايا التفضيلية عبر رفع مستويات الاكتفاء الذاتي للسلع الملائمة للنظام البيئي، وتحسين الإنتاجية والممارسات المستدامة في الإنتاج المحلي. كذلك دعم صغار المزارعين وإنماء الزراعة الريفية، ودعم التطور المحلي لقطاع تصنيع المنتجات الغذائية الاستراتيجية، مع تقليل الفقد والهادر الغذائي.

مؤشرات الامن الغذائي

إتخذت المملكة العربية السعودية خطوات مهمة لتعزيز الامن الغذائي، حيث اسهمت تلك الجهود في تحسين مؤشرات الامن الغذائي في المملكة. فقد اظهرت الدراسات أن المملكة حافظت على تفوقها في مؤشر المعايير الغذائية، محققة المرتبة الأولى عالمياً عام 2020. ويعد هذا المؤشر أحد المكونات الفرعية لمؤشر الأمن الغذائي الذي يصدر بشكل سنوي عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية، ويُجيب عن تساؤل سلامة الغذاء حيث يطرح أهم الأسباب لانعدام الأمن الغذائي بالاعتماد على أربعة مؤشرات هي: القدرة على تحمل التكاليف، والوفرة، والجودة والسلامة، والموارد الطبيعية والتكيف مع التغير المناخي.

الأمن الغذائي

مشاكل الامن الغذائي

كثيرة هي مشاكل الامن الغذائي، وقد برزت تلك المشاكل في السنوات الأخيرة إثر جائحة ازمة كورونا، ولاحقاً الحروب وآخرها الحرب الروسية الاوكرانية. وقد اصبح الامن الغذائي مهدداً في الكثير من الدول، وبرزت أزمة الطحين والرغيف في عدد كبير من الدول بسبب مشاكل الاستيراد والتصدير والشحن. فمن أجل حل أزمة الغذاء في العالم، على الدول المتقدمة التخلي عن انانيتها، وتحديداً في مجال الانتاج الزراعي. الأمر الذي يتيح زيادة إنتاجية الغذاء وتحسين نوعيته وتأمين القوت لمئات الملايين من الذين يعانون سوء التغذية في جميع أنحاء العالم.

الأمن الغذائي

فمن ابرز مشاكل الامن الغذائي، هي المنازعات وانعدام الامن الغذائي واستاع رقعة الفقر في العالم. كما ان تدهور التربة والتلوث ونضوب الموارد الطبيعية وعدم العدالة في التوزيع، اضافة الى الضغط السكني، كلها عوامل تشعل المنافسة على الموارد الشحيحة وتحديداً الاراضي والمياه. تؤكد الدراسات أن اكثر من ملياري نسمة في العالم، يعيش في حالة انعدام الامن الغذائي الحاد او المتوسط. ويعيش 1.3 مليارات نسمة في حالة انعدام الأمن الغذائي المتوسّط، أي أنهم لا يحصلون بصورة منتظمة على أغذية صحية ومغذية وكافية.

حل مشاكل الامن الغذائي

إن حلول مشاكل الامن الغذائي تتطلب جهداً من الدول الكبرى، وتكاتف الدول الصغيرة والكبيرة. من أهم حلول مشاكل الامن الغذائي، هي الحفاظ على الغابات والموارد الطبيعية والمائية والحفاظ على المساحات الخضراء. كذلك تعزيز الاغذية التقليدية وتنويع النظم الغذائي. اضافة الى زراعة المحاصيل الاصلية والاكثر قدرة على التكيف مع تغير المناخ. قدمت المملكة نموذج يتحذى به في حل مشاكل الامن الغذائي فقد أولت اهتماماً بالتصنيع الزراعي، وهي بصدد تدشين شركة زراعية عملاقة تعنى بتصنيع التمور وكافة منتجات شجر النخيل والعمل على تسويقها خارجياً. كذلك تبنت المملكة أحدث وسائل الإنتاج الحيواني في المزارع والاعتماد على التكنولوجيا.

أعمال>إقتصاد-وأموال

economics-money

الكاتب: Zakia Dirani
المزيد