اقتصاديات الخليج النفطية "كش ملك"

اقتصاديات الخليج النفطية "كش ملك"

تعد منطقة الخليج العربي علي مر السنين والتاريخ واحدة من أهم بقاع الأرض , فقد حباها الله كما هائلا من الثروات الطبيعية ناهيك عن الموقع الجغرافي المميز ويبقي الأهم من ذلك وهو العنصر البشري الذي نجح في المرور بسلام من أحلك وأصعب الظروف التي مرت بها المنطقة علي مر الأزمان . 

ولا يختلف اثنان في العالم أجمع علي أن منطقة دول الخليج العربي أصبحت بفضل قيادتها الحكيمة واحدة من أهم الاقتصاديات الجاذبة للأعمال والاستثمارات خلال الخمسون عاما المنقضية كونها تتمتع بغطاء استراتيجي وثبات اقتصادي يتمثل في الدعم القوي من الثروة النفطية التي هي الأهم في عالم الصناعة اليوم , لكن يأتي في الوقت الحالي أحد أهم الأسئلة التي لطالما طرحت هل سيظل النفط عنصر الأمان لدول منطقة الخليج ؟!! 

بالطبع ومن المؤكد أن هذا السؤال تبادر الي ذهن كل اقتصادي يهمه الشأن الخليجي بغض النظر عن كون المنطقة تحوي أكبر مخزون للنفط في العالم وباتت لفترات طويلة هي المحدد لسعره عالمياً الا أن دوام الحال من المحال حيث تعودنا دائما علي تغير قواعد اللعبة من فترة الي أخري فاذا كان النفط هو المحرك فان قوي أخري بالتأكيد ستحاول البحث عن موارد أخري تعتمد عليها في صناعاتها وبناء اقتصادياتها وهو الأمر الجلي والواضح في البحث عن مصادر متجددة للطاقة , ولكن كيف السبيل للتكيف مع وصول اللحظة التي يعلن فيها العالم تخليه عن اعتماده علي النفط الخليجي ؟!! 

لنا في دولة الامارات قدوة حسنة. 
في الوقت الذي هوت فيه أسعار النفط عالميا متأثرة بعدة عوامل خرج علينا سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي بتصريح واعلان يثلج الصدور ويبعث علي الحماسة باعلانه قرب الاحتفال بتصدير آخر برميل نفط وسيتم وضح برنامج وطني شامل لتحقيق تلك الرؤية وصولا لاقتصاد مستدام للأجيال القادمة معلناً أيضا وبكل فخر لأي مواطن عربي أن 70% من الاقتصاد الاماراتي حاليا غير معتمد علي النفط وهو التحول الذكي للقيادة التحكمة التي تعي وتستعد لما يحمله المستقبل للأجيال القادمة . 

واذا كنا قد تحدثنا بايجاز عن الرؤيا للقيادة الاماراتية فان كل الشواهد والعوامل والظروف الحالية في باقي دول منطقة الخليج تدعم تطبيق نفس الرؤية حيث تتوافر في المنطقة كافة العوامل لتعزيز اقتصادياتها التي تعتمد علي الصناعة والتجارة والانشاءات التي باتت غالبية دول الخليج رائدة فيها وبخاصة  في السعودية والامارات بالاضافة لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تنمو بمعدلات كبيرة تصل الي 20% وهو الأمر الذي يأتي بسبب قوة ومتانة الاقتصاديات الخليجية التي يري فيها المستثمرون الأجانب ملجأ آمنا من الأزمات المالية العالمية .

الكاتب: أحمد كمال
المزيد