إلى أين تتجه الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟

إلى أين تتجه الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟

يبدو أن الأزمة الأميركية – الصينية، التي كادت أن تودي الى حرب تجارية عالمية، في طريقها الى الحل بعد أن قالت الصين إنها ستعقد جولة جديدة من المحادثات مع الولايات المتحدة في واشنطن أواخر الشهر الجاري، مما يعطي بصيصا من الأمل بتحقيق تقدم في حل نزاع أثار حالة من التوتر في الأسواق، وأدى هذا الأمر الى ارتفاعات في الأسواق العالمية والبورصات.

وقالت وزارة التجارة الصينية على موقعها الإلكتروني إن وفدا صينيا برئاسة نائب وزير التجارة وانغ شو ون سيجتمع مع ممثلين أميركيين برئاسة وكيل وزارة الخزانة الأميركية للشؤون الدولية ديفيد مالباس.

وأضاف البيان أن “الجانب الصيني يؤكد مجددا أنه يعارض النزعة الأحادية والممارسات الحمائية التجارية، ولا يقبل أي تدابير أحادية لتقييد التجارة”، مشيرا بذلك إلى الولايات المتحدة التي أطلقت المواجهة بفرضها رسوما جمركية كبيرة على المنتجات الصينية. وأكد البيان أن “الصين ترحب بالحوار والتواصل على قاعدة التبادل والمساواة والنزاهة”.

جاكرتا.. "أسرع مدن العالم غرقا"

وتبادل أكبر اقتصادين في العالم فرض رسوم جمركية عدة مرات على واردات كل منهما للأخرى منذ بداية العام الحالي، وهددا بفرض المزيد من الرسوم على صادرات تقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات. ولم يتضح إن كان الاجتماع سيعقد قبل أم بعد يوم 23 أغسطس (آب) المقرر أن تبدأ فيه واشنطن تطبيق رسوم جمركية إضافية على سلع صينية قيمتها 16 مليار دولار. وقالت حينها بكين إنها سترد بالمثل.

وكان من المقرر أن تفرض الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 25 بالمائة على أكثر من 800 صنف من البضائع الصينية تبلغ قيمتها نحو 34 مليار دولار، وفيما حذر الخبراء الاقتصاديين من أن المزيد قادم في حال تصاعدت الحرب التجارية، هدد ترمب بتكثيف العقوبات الأميركية بشكل تدريجي على بضائع يبلغ مجموع قيمتها 450 مليار دولار، وهو ما يساوي حصة الأسد من جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.

وتستهدف الرسوم شريحة واسعة من البضائع الصينية، على غرار عربات الركاب، وأجهزة البث الإذاعي، وقطع الطائرات، وأقراص الحواسيب الصلبة، وهي صناعات تقول واشنطن: إنها استفادت من ممارسات تجارية غير منصفة. وتدرس الولايات المتحدة حالياً إضافة حزمة ثانية تضم 284 منتجاً بقيمة 16 مليار دولار.


ومن المتوقع أن ترد الصين فور دخول الرسوم الأميركية حيز التنفيذ، عبر فرض رسوم على منتجات بنفس القيمة تقريباً، لكن مع تركيز أكبر على المنتجات الزراعية التي لها حساسية سياسية.

وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية غاو فنغ: “إن الولايات المتحدة هي التي تسببت بهذه الحرب التجارية، نحن لا نريد أن نخوضها، ولكن حفاظاً على مصالح البلاد والناس، ليس أمامنا من خيار سوى أن نقاتل”.

وأشار فنغ إلى أنه ضمن قائمة المنتجات البالغة قيمتها 34 مليار دولار والمدرجة على القائمة الأميركية، هناك بضائع بقيمة نحو 20 مليار دولار -أي ما يعادل ثلثي المنتجات المدرجة- من صنع شركات استثمارية أجنبية تمثل الشركات الأميركية قسماً مهماً منها. وقال فنغ: “إن التدابير الأميركية تتعرض في الأساس للإمدادات العالمية ولسلسلة القيمة. وببساطة، الولايات المتحدة تطلق النار على كل العالم، وتطلق النار على نفسها كذلك”.

 

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد