إرتفاع أسعار الفساتين في مشاغل الخياطة بالسعودية إلى 8 آلاف ريال

إرتفاع أسعار الفساتين في مشاغل الخياطة بالسعودية إلى 8 آلاف ريال

مع حول موسم الصيف وما تشهدها من مناسبات الزواج والاحتفالات، تشهد مشاغل الخياطة النسائية بالسعودية ارتفاعا ملحوظا في أسعارها.

وبحسب جولة قامت بها صحيفة "الاقتصادية" على عدد من المشاغل النسائية ومحال الخياطة الرجالية تفاوتا في الأسعار، حيث وصلت أسعار خياطة الفساتين في المشاغل النسائية ما بين 400 وثمانية آلاف ريال، في حين راوحت الأسعار في محال الخياطة الرجالية ما بين 180 و600 ريال. كما رصدت الجولة سيطرة الجنسية الهندية على محال الخياطة الرجالية، فيما سيطرت العمالة النسائية الفلبينية على مشاغل الخياطة النسائية.

وفقا لعاملين في القطاع، فقد أدى التفاوت في الأسعار إلى عزوف كثير من السيدات عن المشاغل النسائية واللجوء إلى محال الخياطة الرجالية هربا من ارتقاع التكلفة.

من جهتهن، أكدت مستثمرات في المشاغل النسائية وجود أزمة تشغيل تواجه نشاطهن، كما أرجعن سبب الفارق في الأسعار مع "الرجالية " إلى ارتفاع إيجارات المشاغل النسائية وكبر مساحتها وتكاليف رسوم العمالة، واختلاف جودة المواد المستخدمة، مع محال الخياطة الرجالية. وشكت مستثمرات من وجود منافسة شرسة مع الخياطين الرجال الذين يخطفون الزبائن بأسعارهم المنخفضة.

وتقول نورة محمد ربَّة منزل لـ"الاقتصادية": هناك تفاوت كبير بين أسعار الخياطة التي يتم الحصول عليها من مشاغل الخياطة النسائية ومحال الخياطة الرجالية، مُضيفةً أنَّها لمست ذلك بنفسها من خلال زيارتها عديدا من محال الخياطة والمشاغل النسائية، التي قد تكون في الشارع نفسه ويستخدمان الأدوات والمُنتجات نفسها، إضافةً إلى أنَّه لا يوجد بينهما فوارق كبيرة، ومع ذلك فإنَّ أسعار الخدمات تتفاوت إلى حدٍ غير معقول، حيث ترتفع الأسعار بشكل مبالغ فيه في مشاغل الخياطة النسائية عن محال الخياطة، التي قد تخرج بنفس نتائج الخياطة.

وتتفق مشاعل الشهري مع نورة على اختلاف الأسعار بين المشاغل النسائية ومحال الخياطة غير المبرر وتحديدا في فترات المواسم، مبينة أنَّ مُديرات بعض مشاغل الخياطة النسائية يتحججن بارتفاع مستوى الأسعار بسبب زيادة أسعار الكلف والأدوات التي يستعملونها في الخياطة، التي لا تختلف من ناحية الجودة بشكل كبير عن المستعلمة لدى المحال.

10 وجهات ساحرة للسفر لأصحاب الدخل المحدود

واعتبرت أنَّ عديدا من مُلاَّك المشاغل النسائية ينظرون لمواسم الإجازات على أنَّه بمنزلة فترة الحصاد السنوي، مطالبة الجهات المعنية الجهات الحكومية بتنظيم هذا القطاع والحد من التلاعب في الأسعار وفرض أسعار ثابتة.

وبهذا الخصوص أكدت هيا العتيبي صاحبة مشغل خياطة نسائي وجود فرق كبير في السعر والجودة بين المشاغل النسائية والمحال الرجالية للخياطة النسائية نظرا لاختلاف الأدوات المستخدمة واختلاف إيجارات المحال والمساحة، مبينة أن إيجار مشغلها يصل إلى 70 ألف ريال، بينما في محال الخياطة الإيجار أقل من ذلك بكثير.

وأضافت: "التكاليف تختلف عن محال الخياطة، حيث نتحمل ارتفاع الإيجار وتكاليف العمالة، الذي يعتبر العائق الأول للسيدات في هذا المجال لارتفاع رواتبهم، إضافة إلى تكاليف رسوم البلدية ووزارة "العمل" وكذلك مدة العمل التي تعمل بها الخياطة التي قد تصل إلى خمسة أيام، بينما الخياطون يعملون على القطعة يوما واحدا، ما ينعكس على جودة القطعة النهائية، التي قد تحتاج إلى تعديل، فكثير من السيدات تأتي إلي بفساتين تحتاج إلى تعديلات من الخياطين، كما أن المشاغل النسائية توفر غرفا للقياس الذي لا توفره محال الخياطة".

واتفقت مصممة الأزياء نفلاء العتيبي مع هيا، واعتبرت أن الاختلاف في الأسعار بين المشاغل النسائية ومحال الخياطة يعود إلى الفرق في الجودة سواء جودة المواد المستخدمة أو جودة العمل والإتقان.

وقالت إن الاختلاف ليس محصورا على المشاغل النسائية ومحال الخياطة بل يصل إلى مصممي الأزياء، لافتة إلى أن ارتفاع الأسعار يعود إلى جودة العمل والإتقان بغض النظر عن محال الخياطة أو المشاغل.

وذكرت أن غالبية محال الخياطة تستأجر من سعوديين، بينما المشاغل النسائية تمتلكها مستثمرات سعوديات يدفعن تكاليف العمالة ورسوم وزارة "العمل" و"البلدية".

من جانبها، قالت لـ"الاقتصادية" جواهر العقل رئيسة لجنة مراكز التزيين في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، إن المنشأة أيا كانت هي التي تقرر الأسعار التي تراها مناسبة لها وفق جدواها الاقتصادية، إضافة إلى معطيات متعددة، مبينة أن العميل حر في اختيار البضاعة أو الخدمة من أي مكان حسب إمكاناته.

وأضافت "يتمثل دور الغرفة التجارية كجهة تشريعية وليست جهة تنفيذية، حيث إنها حلقة وصل بين رجال الأعمال والجهات الحكومية"، مبينة أن الغرفة دائما هي صوت التاجر، وهي حلقة الوصل مع عدد من الجهات الحكومية لنقل معاناة المستثمرات من بعض الجزئيات.

وحول أعداد مشاغل الخياطة النسائية، أفادت العقل، بأنها انخفضت بشكل ملحوظ جدا بعد فصل مشاغل الخياطة عن مراكز التجميل، إضافة إلى صعوبة منح التأشيرات للمستثمرات السعوديات.

وذكرت أن فصل المشاغل عن مراكز التجميل دفع كثيرا من المستثمرات إلى الإغلاق لعدم قدرتهن على القيام بأعباء منشأتين بتكاليف مالية خاصة لكل منشأة، إحداهما كمركز تجميل، والأخرى كمركز خياطة من إيجار وإدارة وموظفات ومصروفات، ما أسهم في رفع الأسعار للخياطة ولا سيما أنه يندر جدا وجود خياطات سعوديات، أو مع قلة في معاهد التدريب في مجال الخياطة، إذ إن الغالب كليات ومعاهد لخريجات في قسم التصميم للأزياء وليس للتدريب على الخياطة.

 

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد