أزمة فنزويلا تحول الأطباء إلى تجار "ورق التواليت"

أزمة فنزويلا تحول الأطباء إلى تجار "ورق التواليت"

أصبحت فنزويلا اليوم على حافة الانهيار، بعد أن بلغت نسبة التضخم إلى حوالي 700٪، وهي أعلى نسبة في العالم. بالإضافة إلى نقص المواد الغذائية، عدا عن الأزمة الأمنية التي تواجهها في ظل مواجهة حادة بين نيكولاس مادورو، الذي لا يرغب في ترك السلطة والمعارضة التي تطالب بالتغيير.

وقامت الأزمة الاقتصادية بالوصول إلى نسب صادمة، في بلد لم تعد فيه الأوراق النقدية تنفع في شيء، بل هو ورق التواليت من يحكم هنا. ولأن الدولة اللاتينية تعتمد بشدة على إيراداتها النفطية في توفير الدولار لشراء حاجاتها الضرورية بات التضخم آفة مزمنة بالنسبة لاقتصادها.

هذا الوضع قد حول الأطباء والمعلمين إلى مهربين، مع انخفاض رواتبهم يوما بعد يوم، اتجه الفنزويليون إلى تهريب السلع النادرة كورق التواليت والقهوة والحليب والبيض، وبيعها بأسعار مرتفعة بالسوق السوداء. هذا الوضع تترجمه حركة العملة المحلية في السوق السوداء، حيث تراجع البوليفار بشدة أمام الدولار إلى قرابة 1125 أمام الدولار، بالمقارنة مع 258 العام الماضي.

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

ومن المعلوم أن 95% من صادرات فنزويلا تعتمد على النفط الذي رغم ارتفاعه الأخير يعد أدنى كثيرا عن مستويات ما قبل منتصف 2014 عندما تداول فوق 15 دولارا للبرميل. في المقابل، تكلف كرتونة البيض حوالى 150 دولارا، أي ألف مرة أكثر من غالون النفط، الذي يباع ببضعة سنتات للولايات المتحدة بسبب ضوابط الأسعار الحكومية.

وتبقى الإشارة إلى أن النقص في بعض السلع مثل ورق التواليت والصابون دفع بعض الفنادق إلى مطالبة النزلاء بإحضار حاجاتهم الخاصة منها.

وتشير الأرقام إلى أن إجمالى الديون المترتبة على فنزويلا تقارب 120 مليار دولار، يجب تسديد دفعة بنحو 7 مليارات دولارات هذا العام، وسط ارتفاع التكهنات بأن فنزويلا قد تتخلف عن السداد والتقصير فى الدفع فى العام المقبل، خصوصا إذا ظلت أسعار النفط منخفضة.

وقد أنفقت فنزويلا قرابة 4 مليارات دولار من احتياطيها من العملات الصعبة فى الاشهر الأربعة الماضية، ليتراجع هذا الاحتياطى الى 12.7 مليار دولار، أى ما يوازى ثلث ما كان عليه فى عام 2009.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد