أبرز تصريحات الرئيس الروسي قبيل زيارته للسعودية

أبرز تصريحات الرئيس الروسي قبيل زيارته للسعودية

تحدث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن عدد من الموضوعات الهامة، فيما يخص العلاقات مع السعودية، وأسواق النفط العالمية، إلى جانب بعض القضايا الإقليمية والعالمية.

وتتطرق بوتين في حوار مع "العربية"، نشرته على موقعها اليوم الأحد، إلى الحادث الإرهابي على منشآت أرامكو السعودية، ومدى تأثيره على أسواق النفط العالمية، وتطورات الوضع في سوريا، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، وغيرها من الموضوعات.

ويستعرض "مباشر"، أهم الموضوعات التي تتطرق إليها الرئيس الروسي بوتين أثناء الحوار:

العلاقات السعودية الروسية

وفيما يخص العلاقات بين المملكة العربية السعودية وروسيا، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن هذه العلاقات تتطور عمليا في كافة الاتجاهات، وأنه على ثقة بأن زيارته للسعودية ستعطي دفعة جديدة لتطوير العلاقات الثنائية.

وتابع: "نحن نولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة، وها نحن نرد الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا".

كما أوضح أن العلاقات بين السعودية وروسيا، في العهد السوفيتي، كانت على مستوى منخفض بقدر ملحوظ. وخلال السنوات الأخيرة تغيرت نوعية العلاقات تغيّرا جذريا، ورسيا الآن تنظر إلى السعودية كدولة صديقة.

وقال: "تنشأ بيننا علاقات في مجال حساس جدا، يتطلب ثقة متبادلة، ألا وهو التعاون العسكري- التقني، وها نحن نتفاوض منذ فترة بعيدة حول هذا الجزء".

الأمير محمد بن سلمان

وعن حديثه عن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قال الرئيس الروسي، إن ولي العهد يلعب دوراً هاماً، وكان هو المبادر في الكثير من المشاريع المشتركة بين المملكة وروسيا، وهذه المبادرات قائمة وتُنفذ وتتطور باستمرار.

وأشار بوتين إلى أن "أوبيك +" هي في الأساس مبادرة من الأمير محمد بن سلمان للتعامل معنا في هذا السياق، وهو من دعم إنشاء منصة لصندوق الاستثمارات الروسي.

وتابع الرئيس الروسي: "هو من يطرح مسألة توسيع تعاوننا في المجال التقني العسكري ولدينا حزمة جيدة من الفعاليات المشتركة في هذا الاتجاه، وهذا كله قائم ويجري فعلاً، وآمل أننا سنستمر في توسيع تعاوننا".

حادث أرامكو

وبشأن الحادث الإرهابي التي تعرضت له أرامكو السعودية، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن روسيا مستعدة لتقديم كل ما يطلب منها وكل ما لديها من أجل التحقيق في هذا الحادث الإرهابي.

وأشار إلى أن الموقف الرسمي لروسيا تم إعلانه منذ البداية، وهو أنها تدين أي عمل من هذا النوع، منوها إلى أن مثل هذه الأعمال لا تحقق أي نتائج لأي طرف، بما في ذلك أولئك الذين يعدُّون لها وينفذونها.

وعن سؤاله هل لديه معلومات عن الفاعل الرئيسي لهذا العمل الإرهابي، أجاب بوتبن بأنه ليس لديه أي معلومات موثوق بها حول هذا الأمر، مؤكدا أنه سأل كلا من رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ووزير الدفاع، وقالوا: "لا، نحن لا نعرف".

وأكد الرئيس الروسي، أنه من غير الصحيح تحديد من هم المذنبون قبل أن يُعرف بشكل موثوق وواضح ومفهوم من يقف وراء هذا العمل.

أسواق النفط

وعن أسواق النفط العالمية، قال الرئيس الروسي، بوتين، إنه يجب تقليل حجم مخزونات النفط في العالم، إلى مستوى معقول، حتى لا تضغط على الأسعار، مؤكدا على أنه يجب مواجهة كل ما يزعزع استقرار أسواق النفط العالمية.

وأضاف أنه سيواصل العمل مع السعودية ومع الشركاء الآخرين في العالم العربي من أجل تحييد وتقليل محاولات زعزعة استقرار السوق.

كما أوضح أن كل ما تم إنجازه بهذا الشأن، تم القيام به ليس لمصلحة المنتجين فحسب، بل المستهلكين أيضاً، لأن كلاهما مهتم بالاستقرار في السوق العالمية أكثر من اهتمامه بالسعر المرتفع.

إيران

وعن حديثه عن علاقات روسيا بإيران، قال بوتين إن روسيا لا تُقيم صداقات مع شخص ضد شخص ما، وأنها تبني علاقات ثنائية على أساس الاتجاهات الإيجابية، ولا تشكل تحالفاً لمحاربة أحد.

وقال: "روسيا وإيران جارتان ولا يمكننا إلا أن نأخذ هذا العامل بعين الاعتبار، وإذا كنا نريد أجندة إيجابية فعلينا أن ننطلق من حقيقة أننا نعترف بالمصالح القانونية لشركائنا".

وتابع: "من أجل أن نفهم بعضنا بعضا ولكي نفهم هذه الفروق الدقيقة والخفايا والقضايا الإشكالية، فمن الضروري إجراء حوار، إذ من دون الحوار لا يمكن على الإطلاق حل ولو مشكلة واحدة".

وقال بوتين: "إذا استخدمنا علاقاتنا الجيدة مع إيران والعالم العربي ومع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فأعتقد أنه يمكننا إيجاد ما يحقق المصلحة المشتركة".

سوريا 

وفيما يخص الشأن السوري، قال الرئيس الروسي بوتين إن روسيا تقوم بعمل إيجابي في سوريا، وسط تحالف ثلاثي (تركيا وإيران وروسيا)، لكن لولا دعم السعودية، لكان الأمر مستحيلاً تماماً، والجميع يدرك ذلك. 

وقال: "من دون مساهمة العربية السعودية في عمليات التسوية في سوريا، ما كان بالإمكان مطلقاً، كما يبدو لي، التوصل إلى توجه إيجابي في التسوية".

وتابع : "على الرغم من التناقضات الحادة، فهناك ما يجعلنا نتوحد ونتكاتف جميعاً لتحقيق الهدف المشترك". 

وأضاف قائلا: "لم يكن بوسعنا السماح ببدء تسلل المسلحين من هناك إلى الأراضي الروسية، لقد خَبِرنا ذلك جيدا، ونعرف ما قد يؤدي إليه.. شكَّلت تلك الأمور دوافع حفزتنا على اتخاذ قرار بإسداء العون للسلطات الشرعية هناك".

فلسطين

وعن الشأن الفلسطيني، كشف الرئيس الروسي، أن الموقف المبدئي والثابت لروسيا، يتمثل في ضرورة الالتزام بصرامة بكل قرارات الأمم المتحدة.

أما فيما يخص "صفقة القرن"، قال بوتين: "نحن ندعم أي صفقة تؤدي إلى السلام، ولكن علينا أن نفهم ماهيتها، فتفاصيل هذه المقترحات ضمن ما يسمى بصفقة القرن لا تزال مبهمة".

وتابع: "نحن ننطلق من ضرورة تنفيذ خطة "حلّ الدولتين" وإقامة الدولة الفلسطينية.. ونعتبر أن العامل المهم في ذلك سيكون إعادة الوحدة الفلسطينية، لأن التحدث من مواقف مختلفة يضعف الموقف الفلسطيني العام". 

وقال: القضية الفلسطينية تهمنا جدا، لأننا نعتبر أن حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بمثابة مفتاح لحل الكثير من مشاكل المنطقة، وهذا النزاع، وإلى حين حله، يعتبر مصدرا للإرهاب.

وأعلن مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، في وقت سابق أن بوتين سيزور المملكة العربية السعودية غداً الاثنين 14 أكتوبر / تشرين الأول.  

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد