قد يتردد على مسمعك كثيرًا عبارة الجسم السليم في العقل السليم . وبالرغم من انتشار هذه المقولة في الأوساط الشعبية إلّا أن فهمنا لها قد لا يتعدى إطارها العام فقط. ويمكن عند قول الجسم السليم في العقل السليم استنتاج أهمية العقل أو الدماغ بالنسبة لحياة الانسان وصحته أيضًا. سنحاول عبر هذا المقال فك مقولة الجسم السليم في العقل السليم وبالتالي فهم الأمور والحقائق الأساسية المتعلقة بالعقل بالإضافة إلى التطرق لبعض الأمور التي قد تؤذي الدماغ البشري ووظيفته.
الجسم السليم في العقل السليم
عندما نقول الجسم السليم في العقل السليم من المهم أن نبدأ أولًا بتعريف هذا العضو الخارق الموجود في جسم الانسان وهو العقل أو الدماغ البشري. إذًا يعتبر الدماغ أحد الأجزاء الأكثر تعقيدًا في جسم الانسان وهو منبع الذكاء، مترجم حركة الحواس، البادئ في حركة الجسم بالإضافة إلى أنّه المُتحكم الأول في السلوك. يتألف الدماغ من عدد مناطق مختلفة ومتخصصة كما يُقسم الدماغ أيضًا إلى عدد من الفصوص. وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك طبقة من الأغشية تسمى السحايا تُحيط بالدماغ وتُساهم الجمجمة في حماية الدماغ من الإصابات أو الضربات. وللتأكيد على مقولة الجسم السليم في العقل السليم يُشكل الدماغ والحبل الشوكي الجهاز العصبي المركزي في الجسم. ويمكن بالتالي تشبيهه بشبكة التحكم الرئيسية لوظائف الجسم وقدراته ويتيح الدماغ الإتصال الواعي مع الجسم والعمليات التلقائية لأعضاء الجسم.
تتركز مهمة الدماغ الأساسية على تلقي المعلومات من بقية جسم الانسان، تفسير هذه المعلومات ومن ثم توجيه استجابة الجسم لهذه المعلومات. يقوم الدماغ على سبيل المثال بتفسير الروائح، الأصوات والأوجاع. كما يقوم الدماغ بتأدية بعض العمليات والوظائف الحيوية كالتنفس، الحفاظ على ضغط الدم وإطلاق الهرمونات وتحفيزها بالإضافة إلى أمور أخرى. كل هذه الأمور جعلت الدماغ يُختصر بجملة الجسم السليم بالعقل السليم .
10 حقائق تجهلها عن مشاكل البطن
عادات سيئة بإمكانها أن تؤذي الدماغ
بعد اعتبار أنّ الجسم السليم في العقل السليم هناك من دون شك بعض العادات السيئة التي تفعلها نسبة كبيرة من الناس وتؤثر بشكل سلبي على صحة الدماغ ووظائفه. إليك لمحة عن هذه العادات السيئة المُضرة بالدماغ:
- إنّ قلّة النوم يمكن أن تساهم في ظهور مرض الألزهايمر والخرف أو الجنون. لذلك من المهم الحصول على ساعات كافية من النوم بشكل يومي وفي حال كنت تعاني من مشكلة في النوم تجنّب تناول الكافيين وشرب الكحول.
- الوحدة تؤثر على نشاط الدماغ ويمكن أن تؤدي بالتالي إلى ظهور أمراض معينة. إنطلاقًا مما سبق تجنّب البقاء دائمًا بمفردك وقم بنشاطات تتطلب وجود أشخاص إلى جانبك.
- إنّ الوجبات السريعة تبطئ وظائف الدماغ كالتعلم والتذكّر وتؤثر أيضًا على الصحة العقلية.
- أثبتت الدراسات وجود إرتباط وثيق بين قلّة الحركة وعدم ممارسة الرياضة بالخرف بالإضافة إلى الإصابة بداء السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والتي ترتبط بشكل أو بآخر بمرض الألزهايمر.
- التدخين يضر الدماغ كثيرًا فيؤدي إلى تراجع قدرة الذاكرة لديك كما يجعلك عرضة مرتين أكثر لمرض الخرف. ومن المعروف عن التدخين بأنه يسبب أمراضًا في القلب ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وإلى السكتة الدماغية أيضًا.
- إنّ تناول كميات كبيرة من الطعام حتى وإن كان الطعام صحيًا يؤذي الدماغ ويؤدي إلى تراجع قدرة الدماغ على بناء شبكة اتصالات قوية التي تساعدك على التفكير والتذكّر. وترتبط الزيادة في الوزن بمرض الألزهايمر.
- عدم الحصول على ما يكفي من الضوء الطبيعي يساهم في ظهور ما يعرف بالإكتئاب الذي بإمكانه أن يبطئ عمل الدماغ. وتُظهر الأبحاث أنّ ضوء الشمس يساعد على إبقاء الدماغ يعمل بشكل جيد وسليم.
لم يخطئ من قال أنّ الجسم السليم في العقل السليم لذلك تقع على عاتقك مسؤولية الحفاظ على عقلك سليمًا نظرًا لما للدماغ من وظائف متشعبة، حيوية ورئيسية للجسم. وبعد أن تأكدت من خلفية جملة الجسم السليم في العقل السليم إبتعد بقدر الإمكان عن العادات الضارة والتي تؤذي دماغك.