شهدت الرعاية الصحية وقطاع التكنولوجيا تطورات متسارعة أتاحت معالجة المزيد من الأمراض والإصابات المعقدة، اعتماداً على مجموعة من أدوات التشخيص، والعلاج والأدوية التي توسعت على نحو هائل. وأصبحت الوصفات التقليدية لعلاج نزلات البرد من خلال الراحة والعسل والليمون شيئاً من الماضي. واليوم، نمتلك تشكيلة واسعة من الأشربة والأقراص ومطهرات الحلق والحنجرة وأدوية الاستنشاق التي تساعدنا على استعادة صحتنا الكاملة.
يقول شاينور خوجا، مدير السمعة التجارية في "رايت هيلث": "إن تلك التطورات هي أخبار رائعة بالتأكيد؛ تحمل البشرى للناس بحياة أطول وأكثر صحة وعافية، إلا أن تقديم الرعاية الصحية يبالغ إلى حد كبير في العلاج، بدلاً من التركيز على الوقاية وتحسين جودة الحياة، وهو الأمر الذي يؤدي لاستخدام مفرط في الوصفات الطبية، وارتفاع التكاليف غير المستدامة للرعاية الصحية."
في دولة الإمارات، تم تحقيق تقدم كبير ضمن قطاعات مختلفة من منظومة العمل الصحي في إطار رؤية الإمارات 2021 الهادفة لترسيخ نظام رعاية صحية عالمي المستوى، حيث تعمل شركات التأمين في الدولة، أسوة بغيرها من دول العالم، على التعامل مع تحديات ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
ويعدّ احتواء التكاليف ضرورة ينبغي على شركات التأمين أن تعالجها وتراقبها بعناية، حيث يؤدي الارتفاع غير المنضبط في التكاليف إلى نتائج غير مرغوبة، تشمل زيادة أقساط التأمين، وانخفاض التغطية الصحية، وارتفاع نسبة المطالبات المرفوضة من شركات التأمين الصحي. ويدفع ذلك بالنتيجة مقدّمي الرعاية الصحية إلى قضاء معظم الوقت في إدارة مطالبات التأمين الصحي، بدلاً من التركيز على معالجة المرضى وتحسين الرعاية الصحية.
هل مرضى السكري قادرون على الصيام؟
يدرك المزوّدون الرواد لخدمات الرعاية الصحية هذه النوعية من الضغوطات، حيث أصبحوا القوة الدافعة الأساسية لنشر التكنولوجيا المساعدة على رفع القيمة، وخفض التكاليف، وتحسين المستوى الصحي لأفراد المجتمع وعافيتهم، أو ما يعرف باسم؛ تحقيق الهدف الثلاثي.
ومن ناحية أخرى، يعد نموذج العمل القائم على القيمة، ثلاثي الأبعاد أيضاً، فهو يعمل أولاً على توفير القيمة للمريض، عبر ضمان حصوله على أفضل رعاية صحية مطلوبة بطريقة سلسة. وأيضاً، تحقيق القيمة لدافعي التكاليف، من خلال إدارة الرعاية الصحية المقدمة للأفراد الذين يشملهم التأمين لضمان فعالية الكلفة. وأخيراً، ضمان القيمة لمزوّد الرعاية الصحية مقابل توفيره للتدخلات العلاجية والوقائية الفعالة. ويتم تعويض المزود عن خدماته بسداد التكاليف، وتقدير جهوده كمزوّد مفضل عبر تحويلات أعلى للمرضى، وتقييمات أفضل على مستوى المزودين.
وهنا يبرز السؤال: كيف يمكن استخدام التكنولوجيا لتحقيق تلك النتائج، وأين؟ حيث يعدّ إدخال التكنولوجيا في إدارة الأعمال أمراً شائعاً في أرجاء دولة الإمارات، مثل الفواتير الإلكترونية، والسجلات الطبية الرقمية، وتطبيقات حجز المواعيد للمرضى. وتتيح تلك التطبيقات لمزودي الخدمات إدارة عدد الإجراءات، والقيام بالجدولة وإصدار الفواتير بكفاءة وفعالية وبكلفة أقل، فضلاً عن مساعدة تلك التطبيقات في تقديم خدمات سلسلة للمرضى.