صنع الطفل محمد الحلاق من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة أول روبوت له يساعد الأشخاص من ذوي الإعاقات البصرية والسمعية على المشي بمفردهم دون خوف من الارتطام.
و”الروبوت يشبه السيارة الصغيرة التي تحتوي على لوحة إلكترونية بها مستشعرات، ويعمل على بطارية وجهاز تحكم عن بعد وبمجرد أن يقترب الشخص الذي يستخدمه من حائط أو أيّ عائق في الطريق، يرن جرس التنبيه، وجهاز التحكم عن بعد يهتز في يد المستخدم”.
ويقول أحمد السقا مدير قسم المختبرات العلمية في الجمعية لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) إن صناعات الطفل الحلاق “مكسب حقيقي لفلسطين”.
وبدأ الطفل البالغ من العمر أربع عشرة سنة في ممارسة مهاراته منذ كان في السابعة من عمره عندما كان يعمل على تفكيك الألعاب البلاستيكية محاولا بطريقته معرفة كيفية صناعتها ورؤية اللوحات الإلكترونية في داخلها.
ويطمح الحلاق إلى أن يكون مخترعا مشهورا مستقبلا ليوصل رسالة إلى العالم بأن شباب قطاع غزة يستطيعون أن يبتكروا بالرغم من العوائق والإمكانيات المادية المحدودة، داعيا الأطفال الفلسطينيين في القطاع إلى استغلال أوقات الفراغ في أشياء مفيدة للمجتمع.
وأشار الطفل الذي خصص غرفة نومه لتكون معمله الخاص، إلى أن أول تجاربه تمثلت في صناعة سيارة صغيرة متحركة باستخدام الخشب موصولة ببطاريات كي تتمكن من السير.
وأضاف الحلاق بينما كان ينشغل في توصيل أسلاك كهربائية بجهاز صغير أمامه، “قررت صناعة سيارة من ثلاث طبقات فقط… لذلك استخدمت الخشب لبناء جسم السيارة بينما صنعت مولدها بلوحة إلكترونية تربطها ببطارية”.
وفي محاولة لتحسين مهاراته، اعتاد الحلاق أن يتصفح مواقع الويب المتخصصة ومقاطع فيديو يوتيوب، ويتعلم صناعة الأجهزة الإلكترونية والكهربائية.
ونجح أخيرا في صنع ثلاجة صغيرة من ألواح الفوم تحتوي على مبرد مصنوع من المكثفات ويعمل على البطاريات، كما يتضمن لوحة إلكترونية خارجية توضح درجة التبريد داخل الثلاجة.
وأوضح الطفل الفلسطيني “يمكن لأيّ شخص استخدام الثلاجة داخل سيارته الخاصة، عندما يريد الذهاب إلى البحر أو المكتب”، متابعا أنه “يمكنك تخزين الزجاجات أو الخبز أو حتى الشوكولاتة والتحكم بها”.
وعبر جمال الحلاق والد محمد عن فخره بابنه قائلا إن الآباء يتحملون مسؤولية تنمية مهارات أبنائهم سواء أكانت علمية أم ترفيهية لأنهم يعملون على خلق جيل مستقبلي واعد.
وتابع “كل الدول المتقدمة بدأت في تنمية الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع”، مشيرا إلى أن سكان القطاع “يملكون القدرات الكافية ليكونوا قادرين على إقامة مجتمع متطور، لكنهم يفتقرون إلى القدرات لتحقيق ذلك، بسبب عدم الاستقرار الأمني والسياسي في قطاع غزة”.
ولفت السقا إلى أن الجيل الجديد من الأطفال الذي يعيش في عصر التكنولوجيا لديه ما يكفي من الذكاء المعرفي، لكنهم لا يتلقّون الدعم من حكوماتهم أو حتى مدارسهم.