عملة البيتكوين: كل ما يجب أن تعرفه عن مصدرها وخطرها

التّجارة الإلكترونيّة ليست بالأمر الجديد،إذ بدأنا منذ مَطلع التّسعينات بإستعمال بطاقات الإئتمان أو حتّى دفع إشتراك الهاتف بطريقة إلكترونيّة لكن وفي السّنوات الأخيرة ازدادت القطاعات التي تستخدم هذا النّوع من التّجارة. ومن الطبيعيّ أن نشهد تقدّماً كهذا مع تطوّر الإنترنت وانتشارها تقريباً في كل بلاد العالم، فمن خلال الشّبكة العنكبوتيّة نستطيع التّواصل مع البائع، طلب أي سلعة نريدها ونجدها على عتبة منزلنا خلال أيّام معدودة. آخر خطوة في هذا القطاع كانت إنتشار عُملة إفتراضيّة تملُك قيمة واقعيّة ولها تأثير على البورصة العالميّة.

خصائص التّجارة الإلكترونيّة (E-commerce)

في عام ١٩٧١ سُجّلت أوّل عمليّة تبادل إلكترونيّة عُرفت لاحقاً كعمليّة تجاريّة إلكترونيّة وكانت بين تلاميذ في معهد ماساشوستس للتّكنولوجيا (Massachusetts Institute of Technology) حيث أرسل تلميذاً أموال عن طريق الإنترنت لصديقه داخل الشّبكة الخاصّة بالمعهد. شَهدت هذه التّجارة تطوّراً هائلاً منذ ذلك الحين و بإمكاننا اليوم إجراء جميع عمليّاتنا التجاريّة أو حتّى المصرفيّة من داخل المنزل، وأشهر نوع تجارة حديثة هو التّسوّق الإلكتروني من خلال المواقع الإلكترونيّة العديدة التي تَعرض للزّبائن كل ما يريدونه من ثياب تقريباً، أحذية وأكسسوارات وتؤمّن توصيلها إلى المنزل.

لكن ليست الثّياب السّلعة الوحيدة التي تتداول عبر الإنترنت حاليّاً، إذ بإمكان الشّخص طلب كل ما يريده من دون أن يغادر بيته، من ما يُعرف بالكتب الإلكترونيّة (E-books), مروراً بأيّ نوع من الطّعام أو حتّى الفاكهة والخضار، كما تسمح هذه التّجارة بطلب سيّارات عبر الإنترنت و يكون الدّفع من خلال إدخال معلومات بطاقات الإئتمان على المواقع المُخصّصة، لذا على المُستهلك أن ينتبه ويتأكّد من سلامة تلك المواقع ومستوى سرّيتها. نرى أيضاً أنواعاً أخرى من التّداول الإلكترونيّ كالإعلانات التي تظهر على مواقع التّواصل الإجتماعي أو حتّى المحاضرات التي باستطاعة الشّخص متابعتها عبر شاشة حاسوبه. نَذكر أن أكبر موقع إلكتروني للتّداول في العالم حاليّاً هو أمازون (www.amazon.com) يتبعه موقع عليبابا (www.alibaba.com).

البيتكوين (Bitcoin) والعملات الإلكترونيّة

يُطلق على البيتكوين إسم عُملة مُعماة (Cryptocurrency) أي إنّها عملة موجودة فقط على الإنترنت و تُتداول بشكل إلكتروني من دون أن يكون هنالك وجود فعليّ لها، كما أن ليس لديها هيئة تنظيميّة مركزيّة معيّنة ولا تتبع للمصرف المركزي. هي عملة ترتكز على التّشفير في كل جوانبها لكن تبقى مفتوحة المصدر أي بإمكان أي مُبرمج مؤهّل أن يستنسخها أو يغيّر بطريقة تركيبها، ولهذا السّبب لدينا الآن أكثر من ٦٠ عملة إلكترونيّة تُتداول عبر الإنترنت لكن ٦ فقط تُعتبر عملات رئيسيّة.

نظام النّقد الإلكتروني الذي تَتبعه البيتكوين يعتمد على التّعامل المُباشر بين المستخدم والآخر من دون وجود طرف ثالث (Peer to Peer). ظهرت للمرّة الأولى هذه العملة في عام ٢٠٠٩ والهدف الأساسي منها تغيير أنظمة الإقتصاد العالمي من خلال الإنترنت كما تغيّرت أنظمة النّشر والصّحافة مع وسائل التّواصل الإجتماعي.

تُسجَّل كل عمليّات التّحويل و البيتكوين الجديدة على ما يُعرف بسلسلة الكتل (BlockChain) وهذه الأخيرة تَحفظ جميع الإجراءت والتّبادلات المتعلّقة بهذه العملة وعلى الرّغم من أنّه ممكن معرفة جميع المصادر والإتّجاهات التي أُرسِلت إليها هذه العملات لكن تبقى عمليّات التّبادل سريّة إذ لا يُعرف عن الأشخاص إلّا عنوانهم الإلكتروني.

نَذكر أيضاً أنّ البيتكوين كانت قيمتها الفعليّة أقل من دولار أمريكيّ واحد في عام ٢٠١١ وهي الآن توازي ٢٤٠٠ دولار تقريباً.

لمعرفة المزيد عن الإقتصاد والأعمال إضغط هنا.