قلّة المياه: العدوّ الأوّل في العالم العربي

قلّة المياه: العدوّ الأوّل في العالم العربي

تشتهر البلاد العربيّة، وخاصّةً الخليجيّة منها، بحَضنِها لأكبر المخزونات العالميّة من النّفط والغاز لكن تفتقر بشكلٍ هائلٍ لمصادر المياه النّقيّة إذ تُعتَبر هذه الأخيرة الأندر وجوداً في هذه المنطقة مقارنةً بالعالم كلّه. تُعتَبر الماء من الأسباب الأساسيّة خلف معظم الخلافات في وبين تلك الدّول التي تشهد عنف مستمرّ آخره الثّورات المتعدّدة التي كان عنوانها الرّبيع العربيّ ومن أبرز دوافعها إرتفاع أسعار الطّعام نتيجة الأزمة المائيّة. المشكلة ليست محدودة بدول الخليج العربي مثل البحرين والكويت وقطر بل تهدّد معظم الدّول العربيّة الأفريقيّة كجيبوتي وليبيا والسّودان إذ نلحظ كل تلك الأسماء بالإضافة للمملكة العربيّة السّعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة على قمة لائحة أكثر الدّول العالميّة فقراً في الثّروة المائيّة.

أسباب العجز المائيّ

تُواجه هذه المنطقة تحدّيات عديدة أدّت لهذه النّتيجة الحاليّة:

قلّة المياه

الخصائص الجغرافيّة

تتمتّع معظم هذه البلاد بطبيعة صحراويّة تَفرض حرارة عالية على مدى السّنة ولهذا السّبب تُعتَبر هذه البيئة عدائيّة تجاه تشكُّل البحيرات والأنهر الكافية لتزويد الدّولة بالكميّة المطلوبة من الماء. علاوةً على ذلك، نشهد المزيد من التّصحّر الذي يؤدي إلى زيادة حجم المساحات الرّملية الجافّة.

إنحسار المتساقطات

يمرّ العالم بكارثة مناخية سببها الإحتباس الحراريّ الذي يتغذّى من التّلوّث البيئي، لهذا السّبب نلحظ تراجع في كميّة الأمطار التي تطال هذه المنطقة كل عام ما يُزيد من الجفاف والحرّ.

قلّة المياه

إزالة الملوحة من المياه

٧٠% من معامل تحلية مياه البحر موجودة في البلاد العربيّة، بشكلٍ خاصٍ في المملكة العربيّة السّعودية و الكويت. تُنتِج هذه المصانع مياه نظيفة وخالية من الملح لكن تَخلق مشاكل كثيرة في المقابل أبرزها زيادة ملوحة البحار في المنطقة ما يُؤثّر بطريقة كارثيّة على البيئة والحياة المائيّة.

النّموّ السّكاني الكبير

يشهد العالم والبلاد العربيّة نموّ كبير في عدد السّكان ما له تأثير مباشر على إستهلاك الماء النّقيّ لذا نلحظ في المقابل تراجع في الموارد المائيّة. من المُرجّح أن تستنزف الإمارات العربيّة المتّحدة كل مصادر المياه الخاصّة بها بأقل من ٥٠ سنة.

قلّة المياه

أَوضحت دراسة أجرتها الأمم المتّحدة التّراجع الشّديد لمصادر الماء في منطقة الشّرق الأوسط إذ تُصنِّف وكالات الطّاقة الفقر المائي بكل ما هو أدنى من ١٠٠٠ متر مكعّب للفرد لكن يحصل هذا الأخير على ٤٦٠ متر مكعّب من الماء فقط في الدّول العربيّة.

أفضل الحلول لأزمة الماء

لهذه المُعضلة جُملة من الحلول التي قد تُساهم بالحدّ من المشكلة التي، إذا استمرّت على هذا الشّكل، قد تؤدّي إلى نتائج كارثيّة على الطّبيعة وعلى الإنسان. العدد الأكبر من هذه الإصلاحات أساسه تخفيض نسبة الهدر والعمل على توعية الشّعوب. نذكر أيضاً:

قلّة المياه

  • تطوير التّكنولوجيا الزّراعيّة من خلال إستعمال تقنيّات التّقطير الأتوماتيكيّة في الريّ التي تُضاعف الفعاليّة وتمنع إستخدام كميّة غير ضروريّة من الماء.
  • التّوجّه نحو ما يُعرف بتقنيّة الغشاء لنقل المياه لأنّها تمنع التّسرّب الذي تواجهه التّقنيّات التّقليديّة.
  • العمل على بناء بُنى تحتية متطوّرة تتمكّن من مواجهة كميّة المياه المُتفاوتة خلال فصول السّنة كما من المُهمّ إستغلال المطر على الرّغم من نُدرته.
  • إستخدام الوسائل الإقتصاديّة ونقصد بذلك فرض غرامات ماليّة على الأفراد والمؤسّسات التي لا تعمل على حماية مخزونها المائيّ وتتسبّب بنسبة كبيرة من التّسرّب.

من المنطقي أنّ بعض الدّول العربيّة كالعراق وليبيا واليمن تواجهنّ مشاكل أمنية وإجتماعيّة طارئة تحول دون التّركيز على مسألة المياه، لكن من المهمّ أن تلقى تلك البلاد الدّعم المُناسب من حلفائها العرب الأقوياء مثل السّعوديّة والإمارات بهدف تجنُّب الكارثة المائيّة القادمة وبالتّالي التّخلّص من أحد أسباب الخلافات الحاليّة.

للمزيد من المعلومات حول مصادر الطّاقة إضغط هنا.

الكاتب: نزار زغيب
المزيد