التنمر: خطر كبير لا يستخفّ به

التنمر: خطر كبير لا يستخفّ به

كثر الحديث عن التنمر. تلك العبارة لم تكن معروفة في السابق ولكن اليوم أصبحت معروفة على نطاق واسع ويتم التحذير من التنمر وآثاره على الاطفال. اذ يترك التنمر اثراً كبيراً في نفس الطفل وقد يضطر أحياناً للخضوع إلى علاج نفسي بسبب الاثر الذي يتركه التنمر في حياته وينعكس سلباً على تصرفاته وبالتالي مستقبله.

تعريف التنمر

يتم تعريف التنمر على أنه ظاهرة عدوانية وغير مرغوب فيها تنطوي على ممارسة العنف والسلوك العدائي من قبل فرد او مجموعة. تنتشر حملات التوعية في المدارس، من اجل تعريف التنمر والتحذير من مخاطره. قد يكون التنمر من قبل شخص او مجموعة اشخاص على فرد معين، وفي كلتا الحالتين، سواءً أكان الفرد من المتنمرين أو يتعرّض للتنمّر، فإنه معرّض لمشاكل نفسيّة خطيرة ودائمة. كما يتم تعريف التنمر على انه احد اشكال العنف الذي يمارسه طفل او مجموعة من الاطفال ضد طفل آخر وازعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، سواء بالتعليق لفظياً على شكله الخارجي اي السمنة او النحافة او قصر قامته او غيرهم. او التعليق بدنياً او عزل طفل ما بقصد ايذائه نفسياً وجسدياً. بعد تعريف التنمر، توقفت الحملات التوعية الاجتماعية والنفسية، عند انواع التنمر. انواع التنمر عدة، من بينها التنمر اللفظي ويتمثل بقول عبارات لشخص او كتابة عبارات مسيئة له أو إغاظته، وكتابة تلميحات جنسية عنه، أو التهكم به والتقليل من شأنه، وتهديده بكلمات ووعود بأذائه. كذلك من بين انواع التنمر، هناك التنمر الاجتماعي الذي يضمن إلحاق الاذى بسمعة شخص ما ونشر الشائعات عنه بهدف اذيته عملياً ونفسياً واجتماعياً والتسبب بالاحراج له. وثالث انواع التنمر يأتي التنمر الجسدي وهو إلحاق الضرر الجسدي بالشخص عبر ضربه او توجيه اللكمات له والبصق عليه، ودفعه والقيام بحركات يد مزعجة. اللافت ان انواع التنمر منتشرة بقوة بين الاطفال، وتحديداً النوع الاول والثالث.

التنمر: خطر كبير لا يستخفّ به

التنمر الالكتروني

مع ظهور الانترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي ظهر على الساحة نوع جديد من التنمر وهو التنمر الالكتروني. ينتشر التنمر الالكتروني بقوة على صفحات السوشال ميديا (الفايسبوك، تويتر، انستغرام، تيك توك..) ومنصات المراسلة، يتلخص التنمر الالكتروني عبر اخافة او استفزاز المستهدفين لتشويه سمعتهم. يقوم التنمر الالكتروني على نشر الاكاذيب عن الاشخاص عبر نشر صور محرجة لهم، او كتابة تعليقات مؤذية تتنمر على شكلهم الخارجي او ثيابهم. كذلك قد يكون التنمر الالكتروني على شكل انتحال شخصية شخص ما وارسال رسائل جارحة الى الاخرين. كما يقوم التنمر الالكتروني على ارسال التهديدات للاشخاص عبر صفحات مزيفة. في المقابل، يعتبر التنمر المدرسي الاكثر شيوعاً بين الاطفال والمراهقين. تعتبر المدارس والجامعات هي المكان الاساسي للتنمر المدرسي. يقوم التنمر المدرسي على السخرية من شكل وطريقة تحدث الطفل بأسلوب مستفز يتبعه بعض التصرفات المؤلمة جسدياً كالضرب والدفع والقرص. لكن قلة تعرف ان التنمر المدرسي من اخطر انواع التنمر لان الطفل يكون حساساً في مرحلته العمرية الصغيرة وغير مدرك لم يتعرض له. وقد يؤدي التنمر المدرس الى التأثير على اداء الطالب في تحصيله العلمي وقد يدفعه احيانا للغضب والاكتئاب والتوتر والانتحار ايضاً. ويمكن للمُتنمر عليه أن يصاب باضطرابات اجتماعية مختلفة، أو تتوفر لديه فرصة أكبر للانخراط في الأنشطة الإجرامية.

التنمر: خطر كبير لا يستخفّ به

اسباب التنمر

لا يعتبر التنمر أمراً عادياً قد يتعرض له الطفل، بل على العكس يجب التوقف عنده ومتابعة حالة الطفل وكذلك حالة الاشخاص المتنمرين. ان اسباب التنمر عدة، من بينها اسباب اجتماعية. اي ان الاشخاص المتنمرين قد يكونون في الاساس ضحية للتنمر في مرحلة سابقة، من قبل والديهم او احد الاشخاص المقربين منهم. كذلك ان احد اسباب التنمر هي اسباب نفسية، غالباً ما يكون المتنمرين اشخاص وحيدين يفتقرون الى الاهتمام الاجتماعي ويسعون الى جذب الاهتمام عن طريق الاساءة لزملائهم او الاخرين. كذلك ان اهم اسباب التنمر هو احساس المتنمر بالحسد والغيرة من انجازات او نجاحات الشخص الاخر فيقوم بمحاولة للتقليل من شأنه عن طريق التنمر. على الضفة نفسها، ان ابرز اسباب التنمر هي الشعور بالاحباط وعدم الثقة بالنفس يدفع المتنمرين الى انتقاد الاخرين بسلوكيات عدائية لتقليل مشاعرهم السلبية. وفي جميع اسباب التنمر، يجب التحدث مع التنمرين وربما اخضاعهم لعلاج نفسي، ليتعرفوا الى الاذى الذي يسببونه للطفل الاخر.

التنمر: خطر كبير لا يستخفّ به

علاج التنمر

بعد التأكد من تعرض الطفل الى التنمر في مدرسته او في النادي الرياضي او اي مكان يرتاده، على الاهل تقديم المساعدة فوراً له. ان علاج التنمر ضروري ليستطيع الطفل متابعة حياته بشكل طبيعي ويتخلص من اثار التنمر. لذلك ان اول خطوة في علاج التنمر، هي الدعم المعنوي للطفل والتحدث معه حول التنمر الذي يتعرض له وخلق جدار يمنعه أو يخفف عنه اثار التنمر. كذلك يمكن للاهل ان يضعوا حداً للمتنمرين عبر التحدث مع اولياء امورهم. كما على الاهل اخبار المدرسة بتعرّض ابنائهم للتنمر. اضافة الى انه يمكن للطفل التعلم بعض الفنون القتالية في محاولة الرد على التنمر الجسدي. كما يمكن استشارة طبيب نفسي يتابع حالة الطفل الذي يتعرض للتنمر لمواكبة وضعه منعاً لتفاقمه.

الكاتب: Zakia Dirani
المزيد