الإسلام خارج العالم العربي

يُعتبر الإسلام ثاني أكثر الأديان انتشارًا بعد الديانة المسيحية، إذ وصلت نسبة المسلمين بحسب دراسة أخيرة إلى حوالي 2 مليار مسلم، أي حوالي ربع سكان العالم. ورغم ظهور الإسلام في البداية في شبه الجزيرة العربية ونجد حضورًا كبيرًا له في العالم العربي إلّا أنّ النسبة الأقل من المسلمين موجودة في العالم العربي، فنجده يمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ عبر أفريقيا بالإضافة إلى ملاحظة وجود فعلي وكثيف للإسلام في أجزاءٍ من أوروبا وآسيا.

تعرف على إنتشار الدين الإسلامي خارج العالم العربي واختلافات الثقافات والحضارات بالرغم من وحدتهم تحت القرآن الكريم .

مدى انتشار الإسلام خارج العالم العربي

يتوزع الإسلام بشكل كبير على مختلف بقاع الأرض، حتّى من المُتوقع بحسب دراسة أخيرة أجراها معهد بيو الأميركي للدراسات والأبحاث أن يُصبح الإسلام أو الدين الإسلامي الدين الأكثر انتشارًا ووجودًا في كل العالم بحلول العام 2070. وترجع أسباب ازدياد ونمو أعداد المسلمين في العالم إلى ازدياد نسب الشباب من جهة وارتفاع معدلات الولادات في صفوف المسلمين من الجهة الأخرى. فترتفع نسب معدلات الولادات في صفوف النساء المُسلمات في ظل انخفاض معدلات الولادات عند النساء اللواتي يتبعن ديانات أخرى.

وتُظهر مقارنة سريعة تطرقت إليها هذه الدراسة أنّ حوالي 62% من السكان المسلمين في العالم يعيشون في منطقة آسيا \ المحيط الهادئ في حين تعيش النسبة الأقل التي تصل إلى حوالي 20% فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مع ضرورة الإشارة إلى انتشار الإسلام بشكل أكبر في العديد من البلدان التي لا يُعتبر الدين الإسلامي الدين الأساسي فيها. فعلي سبيل المثال، ينتشر الإسلام في الصين أكثر مما ينتشر في سوريا ونجد في ألمانيا مسلمين أكثر مما نجد في لبنان.

الدين الإسلامي

بالإضافة إلى ما سبق، تأتي أندونيسيا بحسب هذه الدراسة في المرتبة الأولى لجهة احتضانها أكبر عدد من المسلمين. وتُشير توقعات الدراسة نفسها أنّ الهند من الممكن أن تحتل في العام 2050 المرتبة الأولى من حيث وجود الديانة الإسلامية أو الإسلام فيها.

وتجدر الإشارة إلى أنّ منذ الحرب العالمية الثانية نشطت هجرة المسلمين أوروبا، أميركا الشمالية، أميركا اللاتينية، أستراليا ونيوزيلندا. وبحسب خريطة أمكنة انتشار الإسلام خارج العالم العربي، فنجد الكثير من المسلمين في أندونيسيا، باكستان، الهند، بنغلادش وايران أيضًا. كما يفوق عدد المسلمين في نيجيريا عدد المسلمين في أي من بلدان المغرب العربي في شمال أفريقيا.

وبالرغم من وجود الكثير من التناقض في الأرقام الفعلية لعدد المسلمين في كل بلد، تأتي أندونيسيا بحسب الأرقام المُتوفرة في المرتبة الأولى بعدد يصل إلى 211 مليون مُسلم، لتليها باكستان بحوالي 183 مليون مُسلم. ثم هناك بنغلادش التي نجد فيها حوالي 154 مليون مُسلم، في حين يعيش في الصين ما يقارب الـ 135 مليون مُسلم.

كما هناك تركيا التي يصل فيها أعداد المسلمين إلى حوالي الـ 72 مليون مُسلم، مع العلم بأنّ ما يُقارب الـ 72% من المسلمين في تركيا ينتمون إلى المذهب السني. ولا ننسى إيران التي تم إعلانها جمهورية إسلامية بعد الثورة الإسلامية عام 1979. مع العلم بأنّ أغلبية سكان إيران هم من المسلمين الشيعة، حيث تعكس طريقة حياتهم اليومية وتقاليدهم رمزية إسلامية معينة بسبب اتباعهم الإسلام وبشكل خاص المذهب الشيعي.

أخيرًا، يمكن القول بأنّ الإسلام يُعتبر من أسرع وأكثر الديانات نموًا في العالم. ورغم ارتباط الإسلام بالعالم العربي والشرق الأوسط إلّا أنّ هذه الديانة تنتشر بقوّة خارج العربي وهذا ما يجهله كثيرون.