تعتبر فترة الخطوبة هي الفترة التي يقوم فيها الشريكين بالتعرف على بعضهما، لذلك فهي من أهم الفترات التي ستمر عليهما ويكون تأثيرها في غاية الأهمية ومن أهم المؤثرات في قرارهم بالنسبة للمستقبل، فهي تتيح لهم التعرف على مميزات وعيوب كل منهما، ولكن قد يكون هناك بعض المعوقات التي قد تواجه المقبلين على الزواج في خلال هذه الفترة، لذا علينا التعرف عليها ومعرفة كيفية التعامل معها، حتى تكون فترة الخطوبة مثالية وناجحة.
في البداية علينا التعرف عن ما تعنيه فترة الخطوبة..
فترة الخطوبة من أهم المراحل التي يمر بها المقبلين على الزواج ن وهي فترة أساسية في جميع المجتمعات، وقد تكون تقليدًا عند معظم هذه المجتمعات بإختلاف الثقافات، بإختلاف مسمياتها، وقد يكون لها قوانين في بعض المجتمعات وخاصة في نطاق ضيق مثل العائلة أو القرية، فيما يتعلق بمدة فترة الخطوبة، وكذلك مدى التطور الذي تصل إليه العلاقة خلال هذه الفترة، وترجع أهميتها في سماحها لكل من الشاب أو الفتاة للتقرب من بعضهم بشكل أكبر حتى يتعرفان على بعضهما جيدًا ويتعرفان على مزايا وعيوب كل منهما وكذلك طباعه وصفاته، من خلال المناقشات والأحاديث التي تدور بينهما، وكذلك مرورهم ببعض المواقف سويًا، وكذلك لا يمكننا مقارنة فترة خطوبة شخص ما بفترة خطوبة شخص أخر، فهي تجربة فردية حتى وإن تشابهت في بعض النقاط، ولكن التجربة الشخصية هي المرجع الأساسي والعامل الرئيسي في هذه المرحلة، لذا لا يمكننا وضع قواعد عامة وتطبيقها بنفس الضوابط على كل العلاقات، فقد تجد ما يصلح لك وأخر لا، وقد ينفعك شيء ما ولا ينفع مع غيرك للحصول على فترة خطوبة ناجحة، لذا نقوم في هذا المقال بتقديم بعض النصائح التي تساعدكم على تقليل الخلافات أثناء هذه الفترة، كذلك تعمل على زيادة التفاهم بينكما.
- أولًا: الصراحة بينكما خلال فترة الخطوبة:
يجب الإعتراف بأن فترة الخطوبة هي مرحلة إنتقالية، ينبغي عليها أن تساعدنا في الوصول إلى الزواج، وتعتبر من أهم المراحل التي تؤثر بشكل رئيسي بعد الزواج، لذا فمن المهم أن لا يقوم أحدكما بإخفاء أي حقيقة من الحقائق عن الأخر، فإذا مرت مرور الكرام في فترة الخطوبة ستنكشف لاحقًا ولكن وقتها سيكون من الصعب التوصل إلى حلول مُرضية، لذا على الطرفين التعامل بوضوح تام وشفافية حتى لا تكون العواقب صعبة مستقبلًا، حيث أن الهدف من هذه الفترة هو التعارف والتفاهم، فهذه الفترة هي الأمثل للمصارحة، فكلما تأخرت عن ذلك كان ذلك أصعب .
وسنشير إليكم عن بعض الأشياء التي من الممكن أن يحاول أحد الشركاء إخفائها، ولكن ننصحكم بعدم فعل ذلك، حتى تحطيان بحياة أيسر وأوضح بدون أي شيء يثقل كاهلكم لاحقًا أو يصعب عليكم الحياة مستقبلًا.
والآن إليكم بعض الأمثلة:
- وجود أي مشاكل صحية مثلًا، فمن المهم إخبار الطرف الأخر بها، حتى لا يشعر بالخداع لاحقًا عند معرفتها، وخاصة إذا كانت مشكلة صحية من شأنها تهديد علاقتكم في فترة الخطوبة، فمن الممكن أن تتسبب بالإنفصال لاحقًا، لذا تجنبوا إخفائها حتى لا تكون العواقب وخيمة بعد ذلك.
- قد تجدون صعوبة في إخبار بعضكمان عن العلاقات السابقة، ولكن الأهم من ذلك هو التأكد أن الإنفصال تم بشكل نهائي، وإذا قابل أحدكما أي مشاكل تتعلق بعلاقات سابقة، فعليكما مصارحة أحدكما الأخر، حتى لا يكون لها تبعات بعد الزواج وهو ما سيتسبب بمشاكل كبيرة وعواقب سيئة.
- لا يبجب أن يشعر أحدكما بالحرج من إظهار عدم رغبته في تناول شيء ما، فأنتما ستعيشان حياة كاملة سويًا وقد يستمر الشريك بتحضير هذا النوع من الطعام وهو لا يعرف أنك لا تحبه، فيتسبب هذا بالضغط عليك مع صراعات داخلية وقد تتفاقم مشكلة بسببه فيما بعد، وكل ذلك لأنك لم تبدي رغبتك الحقيقية من قبل.
- الصدق هو عنوان العلاقة الناجحة وهو مفتاح إستمراريتها، حتى في أدق التفاصيل، فإذا كنا نريد علاقة مثالية، فعلينا بالصدق، فالكذب هو من أكبر العوامل التي قد تنهي مشاعر الحب والود في يوم ما، كما أن إتباعك الصدق سيقوم بإظهار ردود الفعل الحقيقية لشريكك.
- لا ترسم صورة من الخيال عن ما يمكنك فعله، ولكن قل دائمًا ما تستطيع فعله فقط، حتى لا تزيد من توقعات الشريك تجاهك وهو ما يتسبب فينا بعد بصدمة تجاهك وهو ما يثير الشعور بالخيبة.
- يجب عليك أن تكوني بطبيعتك من حيث المظهر، وأن لا تبالغي في الإعتناء بنفسك ووضع مساحيق التجميل بكثرة، حتى لا يتفاجئ شريكك بشيء أخر بعد الزواج وهو أمر من شأنه أن يشعره بعدم الرضا تجاه مظهرك.
- ثانيًا: ما هي نوعية الأحاديث التي تكون في فترة الخطوبة؟
بما أن الهدف الأساسي من الخطوبة هو التعرف على أحدكما الأخر جيدًا وأن تتعرضان لبعض المواقف ومواجهتها معًا وكل ذلك من شأنه تعميق العلاقة، فإن الأحاديث التي تدور في هذه الفترة من العوامل الأساسية التي تساعدم في الحصول على هذا الهدف، فإن هذه الأحاديث يمكنك من خلالها تحليل طباع شريكك وإستنتاج ردود فعله تجاه المواقف المختلفة، وهذه فرصة مثالية لتتحدث عن أرائك ووجهات نظرك وللتعبير عن نفسك حتى يستطيع شريكك أن يتعرف عليك جيدًا ويتيح له تقبلك كما أنت، وهناك نوعين من الأحاديث خلال هذه الفترة، النوع الأول هو الغزلن أما الأخر فهو الحديث عن المستقبل، ويعتبر الغزل من الأساسيات في هذه الفترة، اما بخصوص المستقبل فهو كل ما يخص الحياة الزوجية بكل تفاصيلها فيما بعد سواء كان عن فستان الزفاف أو تجهيز عش الزوجية وحتى تربية الأبناء وما إلى ذلك وأكثر.
فلا تبخل بمشاعرك عليها، فطبيعة الأنثى مختلفة عنك، فحتى مع علما بأنك تحبها لكنها تحب أن تسمع هذا في كثير من الأحيان، يمكنك إطلاق العنان في التعبير عن مشاعرك، تعتبر هذه من أفضل الفرص التس ستحظى بها لتخبرها عن مشاعرك ولإثباتها لها، يمكنك التعبير عن السعادة التي تشعر بها بسبب وجودها في حياتك وبقربك، كذلك عن مدى سعادتك بأن إمرأة جميلة وخلوقة مثلها ستصبح أمًا لأولادك مستقبلًا، ولا تكتفي بالقول فعليك العمل على ذلك أيضًا، دائمًا هذا هو الوقت المثالي فلا تؤجله لوقت أخر.
وكذلك أنتِ يا سيدتي، لا تشعري بالخجل وحاولي إخبار شريكك ما تشعرين به تجاهه، وعن مدى حبك له، ما إذا تشعرين بالأمان معه يجب عليك إخباره، لا تفكري كثيرًا وأخبريه بما يجول في خاطرك تجاه بكل تلقائية، فأنت تتحدثين مع زوجك المستقبلي.
قد يكون التحدث عن تجهيزات الزفاف مملة بالنسبة لك كرجل ولكن إستماعك لها بكل تركيز سيشكل فارقًا في علاقتكما، فقد يكون هذا ليس من إهتمامتك ولكنه من أكبر إهتماماتها ويشكل أهمي كبيرة بالنسبة لها، فلن يسبب لك أي ضرر أن تستمع إليها وتتشارك رأيك معها، بل بالعكس سيساعدكما على التناغم والإنسجام معًا.
قد تكون هناك بعض التفاصيل التي تعتبرونها ليست ذات أهمية ولكنها ستؤثر في علاقتكما لاحقًا، مثل الطعام المفضل والشراب، أو حتى طقوس النوم الخاصة بكمان وهكذا، يمكنكم التحدث عن طموح كل منكما وعن عدد الأطفال الذين تريدون إنجابهم.
يمكنكما تجنب الخلافات أثناء الحديث ولكن ليس بالنسبة للمواضيع الهامة التي تعتبر ضرورية في حياة كل منكما، عليكما تعلم النقاش بهدوء وقبل أراء بعضكم البعض بكل صراحة حتى لا تسمحان للتصادم بينكمل.