مواقف عديدة توضح أن هنالك فوارق في طريقة التفكير والتعبير عن المشاعر بين الجنسين، منها الجسدية والعاطفية والنفسية، وحتى الذاكرة.
ويؤكد اختصاصي علم الاجتماع د. حسين خزاعي، أن هناك فروقات واضحة بين الرجل والمرأة في العديد من الجوانب الجسدية والحياتية العامة والخاصة، ويظهر ذلك جليا بالتكوين الاجتماعي والنفسي.
ويضيف، على سبيل المثال المرأة تهتم بأنوثتها وشكلها الخارجي عادة أكثر من الرجل، إضافة إلى الفروقات بطريقة التفكير والعلاقات الاجتماعية.
ويبين أن الكثير من الدراسات تظهر أن تركيبة الدماغ بين الجنسيين مختلفة، ما يبرز الفروقات بينهما، فمثلا الرجال يدخلون بالفكرة ويدرسونها من جميع المناحي، ولا يمكن أن يفكروا بشيء آخر، على عكس المرأة التي تكون مسؤولة عن أطفالها ومتابعة مهام المنزل، ويمكن أن يكون لديها رضيع، وتعمل من المنزل، في ظل الظروف الراهنة، وتفكر بالحياة الأسرية، وتبحث عن طرائق لتحسين الأوضاع، فهذا الكم من المهام لا يمكن للرجل أن يتحمله، ولا يستطيع أن ينجز أيا منه.
المختصة النفسية شذى عبد الجليل، تعد الفروق بين الجنسين محط اهتمام الدراسات والأبحاث في المجال النفسي، سواء في القدرات المعرفية أو اللغوية، والقدرات التحليلية، والعدوان، والذكاء، مما يترتب عليه المعرفة العلمية والنفسية بشأن الاختلاف في الجانب البيولوجي والنفسي بما يتعلق بالسلوكات الخاصة بهذه الفروق.
ووفق عبد الجليل؛ فإن الهرمونات لها علاقة مؤكدة بالفروق بين الجنسين وهي مواد كيماوية ينتجها جهاز الغدد في جميع أجزاء الجسم، وتؤثر على السلوك وطريقة التفكير والمشاعر التي تجعل هذه الفروق واضحة في سمات الشخصية عند الرجل والأنثى، مثلا تستطيع المرأة القيام بعدة مهمات في اللحظة نفسها، والرجل لا يستطيع فعل أكثر من مهمة في اللحظة نفسها، إضافة إلى اختلاف أدمغة الرجل، عن أدمغة النساء من حيث طريقة التفكير.
وأكدت الدراسات الحديثة، أن هناك علاقة وثيقة بين الجانب البيولوجي المتمثل في الجينات، والفروق بين الجنسين، إضافة إلى تأكيد أهمية التفاعل بين الجينات والبيئة. وكذلك توصلت الدراسات إلى اختلاف الجانب المعرفي المتمثل في التعاطف عند الجنسين بشكل واضح، فمثلا المرأة لديها قدرة عالية على التعاطف أكثر من الرجل.
وتؤكد عبد الجليل أن الدراسات أشارت إلى ارتباط المهارات المكانية بالفروق بين الجنسين، من جانب الأداء والتذكر، فالإناث لديهن استعداد أقوى من الذكور لمهارة تذكر مواقع الأشياء ومهارة تذكر هوية الأشخاص، وهذا يعود إلى إعطاء إرشادات مختلفة لتوجيه الناس في المكان، إذ وجدت هذه الدراسات أن النساء يملن إلى الاعتماد على المعالم البارزة في المكان فيما يميل الرجال إلى الاعتماد على المسافات والجهات عندما يصفون المكان المعني.