يندهش بعض الأزواج من تغير الزوجة بعد الولادة، ولا يعرفوا أنها قد تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، حتى أن بعض الأزواج يقولون "كرهت زوجتي بعد الولادة"، أو "زوجتي تغيرت بعد الولادة"، وهو ما يزيد من المشكلات بين الزوجين.
سوف نجيب على استفسار ماذا يجعل زوجتي بعد الولادة تتغير لنساعدكما على تخطي تلك المرحلة الصعبة، حيث أنه أمر مؤقت وسوف تعود الحياة لطبيعتها مرة أخرى.
ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟
اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة تصيب المرأة بعد الولادة بحوالي 4 أسابيع، حيث تحدث لديها تغيرات نفسية وعاطفية وسلوكية وجسدية، ويعتبر من أشكال الاكتئاب الشديد، ولكنه عادةً ما يكون مؤقتاً.
ويرتبط اكتئاب ما بعد الولادة بمجموعة من التغيرات التي تعاني منها المرأة في هذه المرحلة.
تنتج التغيرات الكيميائية عن انخفاض مستويات الهرمونات بشكل سريع وشديد بعد الولادة، وهي هرمونات البروجسترون والاستروجين.
وترتبط التغيرات النفسية والاجتماعية بالألم الذي تشعر به المرأة أثناء وبعد الولادة، مع وجود طفل رضيع يحتاج إلى رعاية، فتتفاجأ المرأة بتغيرات كبيرة في نمط حياتها، وفي حالة عدم قدرتها على تحمل هذه الأعباء، فسوف تعاني من القلق، وقد تصاب بحالة اكتئاب ما بعد الولادة.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
قد تعاني المرأة من اكتئاب ما بعد الولادة لإحدى الأسباب الآتية:
- تغيرات في مستويات الهرمونات: تؤدي الانخفاضات الكبيرة والسريعة في مستويات هرمون الأنوثة إلى تغيرات كيميائية ونفسية لدى المرأة، كما أنها تؤثر على مستويات الهرمونات الأخرى في الغدة الدرقية، مما يجعلها تشعر بالارهاق والتعب.
- اضطرابات النوم: من أسباب اكتئاب ما بعد الولادة هي صعوبة حصول المرأة على قسط جيد من النوم يومياً لأن الطفل الرضيع لا ينام بشكل طبيعي، مما يصيبها بالتعب والارهاق.
- الشعور بالقلق والتوتر: تزداد مشاعر القلق والتوتر لدى المرأة بعد الولادة، مما يزيد فرص معاناتها من اكتئاب ما بعد الولادة.
- زيادة الوزن: قد تشعر المرأة أنها أقل جاذبية نتيجة اكتساب الوزن الزائد.
وتزيد مجموعة من العوامل من فرص المعاناة من اكتئاب ما بعد الولادة، وتشمل:
- اصابة المرأة باكتئاب من قبل.
- الحمل في سن صغيرة مما يزيد شعور المرأة بالقلق.
- وجود عدة أطفال في المنزل مما يسبب الشعور بالتوتر.
- اصابة أحد الآباء باكتئاب أو اضطرابات نفسية.
- حدوث أزمة أو موقف صادم للمرأة، مثل مشكلة صحية أو فراق أحد الأشخاص أو فقدان العمل.
- معاناة الرضيع من مشكلة صحية أو يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة.
- إنجاب الأم لأكثر من طفل معاً.
- عدم وجود أشخاص يمكنهم مساعدة الأم.
- كثرة الخلافات بين الزوجين.
ما هي علامات اكتئاب ما بعد الولادة؟
في حالة ملاحظة العلامات التالية، فهذا يعني أن زوجتك قد تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة:
- مشاكل في النوم.
- تغيرات في الشهية.
- الشعور بالإرهاق.
- عدم الرغبة في ممارسة الجنس مع الزوج.
- حدوث تقلبات مزاجية بشكل متكرر.
ويمكن أن تزداد أعراض اكتئاب ما بعد الولادة لتشمل ما يلي:
- اهمال الطفل المولود أو عدم وجود مشاعر تجاهه.
- ميل المرأة للحزن والبكاء في أوقات كثيرة.
- زيادة الانفعال والغضب في مختلف المواقف.
- الشعور بالاحباط واليأس وانعدام القيمة والعجز.
- قلة التركيز وتشتت الذهن، وصعوبة اتخاذ القرارات.
وفي حالة استمرار العلامات السابقة لأكثر من أسبوعين، يجب اصطحاب الزوجة إلى طبيب نفسي ليساعدها في حل المشكلة.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة
يختلف علاج اكتئاب ما بعد الولادة حسب الحالة والأعراض، وتتمثل خيارات العلاج في:
- الأدوية المضادة للقلق.
- مضادات الاكتئاب.
- العلاج النفسي.
ولكن ينبغي عدم تناول المرأة لأي أدوية بدون وصف من الطبيب لأن لكل حالة أدوية تناسبها، وخاصةً للأم المرضع، فقد تتسبب الأدوية في الحاق الضرر بالطفل.
كيفية تعامل الزوج مع اكتئاب ما بعد الولادة
في حالة معاناة الزوجة من اكتئاب ما بعد الولادة، فعلى الزوج أن يقوم ببعض الإجراءات حتى يساعد زوجته في تجاوز هذه المحنة:
- تحمل الزوجة: ينبغي على الزوج أن يتحمل زوجته في هذه المرحلة الصعبة، ويقدر ما تمر بها حتى تستطيع تخطي هذه المرحلة بسهولة.
- دعم ومشاركة الزوجة: من الأمور الهامة هي مساندة الزوجة بعد الولادة لأنها تحتاج إلى المساعدة والدعم سواء من الزوج أو المقربين، لأن الحمل الزائد مع قلة النوم سوف يؤدي إلى احتمالية حدوث اكتئاب ما بعد الولادة.
- توفير أجواء هادئة في المنزل: ينصح بتهيئة أجواء هادئة للمنزل تسمح للأم بالحصول على النوم في أوقات راحة الطفل المولود، وخاصةً أن نومه في هذه المرحلة غير منتظم.
- تجنب الخلافات مع الزوجة: على الزوج أن يتجنب أي أزمات أو خلافات مع زوجته بقدر الإمكان حتى لا يزيد من تفاقم المشكلة، وفي حالة رغبته بأي طلب، يجب أن يتحدث بهدوء وحكمة دون صراخ أو عصبية.
- تحمل الزوج بعض أعباء الطفل: ولا يترك كل الأعباء على زوجته لأنها لن تتمكن من تحملها بمفردها، ويمكن الإستعانة بوالدتها أو شقيقتها خلال هذه المرحلة.
- مدح الزوجة: يساعد مدح الزوجة في زيادة ثقتها بنفسها، سواء فيما يتعلق بأعمالها المنزلية والعناية بالطفل، أو في شكلها ومظهرها، فهي تحتاج إلى هذه الأمور لتجاوز اكتئاب ما بعد الولادة.
- الإستماع إلى الزوجين: وأخيراً يجب أن يستمع الزوج لزوجتها، ويتركها تعبر عن مشاعرها الكامنة، فهذا يساعد كثيراً في تخفيف الأعباء والضغوط النفسية لديها.
relationships