أصبح عمل المرأة من الأمور الأساسية التي يصعب التخلي عنها في هذا العصر، ولكن ماذا عن تربية الأطفال؟ هل يؤثر العمل بالإيجاب أم بالسلب على هذا الأمر؟ لنتعرف معاً على اثر عمل المراة على تربية الأطفال.
دور الام في تربية الأطفال
قبل أن نتحدث عن اثر عمل المراة على تربية الأطفال، لابد وأن نشير إلى دور الام في تربية الأطفال، حيث أن الأم هي صاحبة الدور الأساسي لتقويم سلوكيات الطفل، فهي من تراقبه وتلاحظ تصرفاته، تعاقبه إذا أخطأ، وتكافئه إذا قام بفعل جيد.
كما أن الأم هي التي تشعر بالطفل أكثر من الأب، فيمكنها الوقوف بجانبه في المواقف المختلفة، وفهم ما يفكر فيه إذا لم يتمكن من التعبير عن مشاعره، فتحتضنه وتحتويه لتساعده في تجاوز مشكلاته.
كما أن الأم تتمكن من شغل أوقات الأطفال بطريقة صحيحة، بحيث لا يعانوا من الفراغ الذي يؤثر على سلوكياتهم بالسلب.
وبالتالي قد يكون اثر عمل المرة على تربية الأطفال سلبي إذا لم تنتبه لهم بشكل جيد، وتتمكن من التوفيق بين العمل والمنزل.
اثر عمل المراة على تربية الأطفال
يمكن أن يكون اثر عمل المرة على تربية الأطفال سلبياً في الأمور التالية:
عدم وجود وقت للجلوس مع الأطفال
اذا كان عمل المرأة يتطلب وقت طويل، فإنها لن تجد الوقت الذي تجلس فيه مع طفلها لتتحدث معه وترعاه وتقوم سلوكياته، وهو ما يدفعها إلى البحث عن شخص بديل يرعى الطفل، مثل جليسة الأطفال والمربية، وهو ما يجعل الطفل يتعلق بهم أكثر من الأم، ويعتاد على عدم وجودها، مما يخلق فجوة بينهما.
كما أن المرأة التي تبذل مجهود كبير في العمل، تعود إلى منزلها مرهقة لتأخذ قسط من الراحة، وتحضر الطعام، وترتب المنزل، ثم تنام، وبالتالي لن تجد أي وقت لتجلس مع الأطفال.
عدم معرفة أخطاء الأطفال
يصعب على الأم العاملة مراقبة أطفالها طوال الوقت، فهي تتركهم طوال النهار، وقد لا تتمكن من متابعتهم في فترات المساء، وبالتالي لا تتعرف على سلوكيات الطفل وأخطائه التي يفعلها، مما يجعل الطفل يستمر في هذه الأخطاء لأنه لم يدركها بعد، لتصبح عادات وسلوكيات مستمرة يقوم بها.
محاولة الأم لتعويض الطفل
عندما تغيب الأم عن المنزل في العمل، فقد تشعر بالتقصير تجاه الطفل، مما يدفعها دوماً لتعويضه، إما عن طريق الهدايا أو الحلوى، فتضطر لتدليل الطفل بشكل زائد، وتحاول ألا تعاقبه بقدر الإمكان، وبالتالي سيصبح طفل غير مسؤول، ولا يهتم بوجود والدته، فكل ما يهمه هو الهدايا التي تصله بمجرد وصول الأم.
شغل وقت الطفل بأمور غير مفيدة
عادةً ما يبحث الطفل عن أشياء غير مفيدة ليفعلها إذا كانت الأم عاملة وغير موجودة في المنزل، فلا أحد يوجهه إلى شغل وقت فراغه بطريقة صحيحة، فيبدأ في استخدام الأجهزة اللوحية لفترات طويلة، أو الألعاب الالكترونية التي تسرق الوقت وتؤثر على صحة الطفل الجسدية والنفسية.
في هذه الحالة، لا تتمكن الأم من منع طفلها من هذه الأمور، لأنها غير متواجدة في المنزل، وبالتالي يصبح مدمناً لمثل هذه الأشياء.
حرمان الطفل من حقوقه
هناك العديد من الحقوق التي يجب أن يحصل عليها الطفل، مثل حق الجلوس مع الوالدين، وحق التنزه، وغيرها من الأمور، وفي حالة عمل المرأة وعدم قدرتها على تنظيم الوقت، فإن الطفل هو من يتضرر في هذا الأمر، فلا يحصل على حقوقه، ولا يتمكن من التعبير عن مشاعره.
انخفاض التحصيل الدراسي لدى الطفل
اذا كان عمل الأم يتطلب غيابها عن المنزل لفترات طويلة، فسوف يصعب عليها متابعة الطفل دراسياً، وبالتالي يمكن أن ينخفض مستوى الطفل في التعليم، ويعاني من صعوبة التحصيل الدراسي لأنه لا يستذكر دروسه جيداً، وقد يشكو المعلومون بأنه لا يقوم بواجباته المطلوبة في المنزل.
وقد يكون اثر عمل المراة على تربية الأطفال ايجابياً في الأمور التالية:
اعتياد الطفل على القيام بمختلف الأمور
يمكن أن يساعد عمل الأم في اعتياد الطفل على القيام بمختلف الأمور بمفرده، مما يعلمه تحمل المسؤولية، فقد يتمكن من تحضير طعام وترتيب غرفته والقيام بواجباته دون أن يطلب أحد منه ذلك، وبمرور الوقت، ستصبح هذه العادات أسلوب حياة يسهل على الطفل القيام بها.
تعلم الطفل الاستقلالية
تعد الاستقلالية من الأمور الهامة التي يمكن أن يتعلمها الطفل اذا كانت الأم عاملة، حيث أنه يعتاد على عدم وجود الوالدين إذا كان لدى كل منهما عمله، فيصبح طفل مستقل لا يخاف من شيء، ولا يطلب المساعدة لفعل أي شيء، ويتولد لديه شعور بالثقة، وهو أمر هام لبناء شخص سوي وقادر على مواجهة مختلف المواقف في الحياة.
وجود قدوة حسنة يحتذي بها الطفل
عندما يرى الطفل والدته تعمل وتبذل مجهود كبير من أجله، فإنه سيتعلم منها هذا الأمر، ويجد فيها هي ووالده قدوة حسنة يحتذي بها.
كيف تنظم الأم العاملة وقتها
بعدما تعرفنا على اثر عمل المراة على تربية الأطفال سواء بالسلب أو الإيجاب، فسوف نعرفك على بعض الطرق التي تساعد الأم العامل في تنظيم وقتها والتوفيق بين العمل وتربية الطفل.
- وضع خطة مناسبة لليوم: يجب على الأم أن تضع خطة لتقسيم اليوم بطريقة صحيحة، بحيث تعود من عملها وتجد وقت لتجلس مع أطفالها وتعوضهم غيابها.
- النوم مبكراً: من الأمور الهامة التي يجب أن يعتاد عليها كل أفراد الأسرة هي النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً، حتى لا تشعر الأم بالتعب بمجرد عودتها إلى المنزل، وبالتالي يكون لديها وقت لأبنائها.
- تحديد نظام الطفل اليومي: على الأم أن تضع نظام خاص بالطفل يقوم به يومياً، وتتابعه معه حتى أثناء غيابها، لتضمن شغل وقته بطريقة صحيحة.
- الحصول على الراحة من العمل: يجب على الأم أن تتوقف عن العمل بمجرد عودتها للمنزل، حتى يكون هذا الوقت مخصصاً لبيتها وأسرتها، فلا تعمل في وقت الراحة، فهذا يساعدها كثيراً في مواصلة مهامها.