غالبًا ما يخلط الناس بين الخجل والانطواء. يمكن أن يؤدي الخلط بين الاثنين إلى بعض النتائج الخاطئة إذا كان والد الطفل لا يعرف الفرق. في هذا المقال، سوف نعرف الفرق بين الطفل الخجول والانطوائي، وكيفية علاج هذه المشكلات.

تعريف الطفل الانطوائي

الطفل الانطوائي هو الطفل الذي يفضل الحياة في عزلة بعيداً عن بقية الأشخاص، سواء في المنزل أو المدرسة أو أي مكان يذهب إليه، فهو يشعر بالإرتياح عندما يكون بمفرده، ويجد في الحياة المنعزلة متعة لا مثيل لها.

عادةً ما يكون الطفل الانطوائي خجول للغاية لأنه لم يجرب التعامل مع الأشخاص في كثير من الأوقات.

كيف يتعامل الطفل الانطوائي في المدرسة

عادةً ما يكون الطفل الخجول والانطوائي في المدرسة بمفرده طوال الوقت، يفضل أن يجلس وحيداً حتى في وقت الراحة خلال اليوم الدراسي، ويتجنب الحديد مع بقية الأطفال، حتى وإن بادروا هم بذلك، سوف يلتزم الصمت أو يرد بكلمات بسيطة تدل على عدم رغبته في الجلوس واللعب معهم.

التعامل مع الطفل الانطوائي

في حالة اكتشاف أن الطفل انطوائي، فيجب اتباع الإرشادات التالية لمساعدته في التغلب على هذا الأمر، وتشمل:

• عدم تركه بمفرده: يجب على الآباء عدم ترك الطفل الخجول والانطوائي بمفرده قدر الإمكان، والتحدث معه دوماً، إذ أن الصمت سيولد المزيد من الانطواء.
• أخذ الطفل في نزهات مع الأصدقاء: يحتاج الطفل الخجول والانطوائي إلى الذهاب في نزهات وتجمعات أسرية دوماً، حتى يسهل إخراجه من دائرة الانطواء التي يعيش فيها.
• التحدث مع الطفل حول هذا الأمر: في حالة اكتشاف سمات الطفل الخجول والانطوائي، فيجب على الوالدين أن يتحدثا معه لمعرفة السبب وراء هذا الخجل أو الانطواء، والمخاوف التي يشعر بها، وحينها يمكن طمأنته ومساعدته في تجاوز المشكلة.

تعريف الطفل الخجول

أما الطفل الخجول، فهو طفل لديه شعور بالخجل، هو لا يميل إلى العزلة، ولكنه يلجأ إليها لأنه لا يقدر على الإنخراط في التجمعات نتيجة الحرج الذي يشعر به دوماً، ولكنه إذا تمكن من التغلب على خجله، يمكن أن يصبح طفل اجتماعي وله العديد من الصداقات.

يمكن أن يتحول الطفل الخجول إلى طفل انطوائي في حالة استمراره بالخجل، إذ يعتاد على التواجد بمفرده دوماً.

الطفل الخجول وكيفية التعامل معه

يحتاج الطفل الخجول إلى الاهتمام من قبل الوالدين، فيمكن أن يكون لديه رغبة في التغلب على الخجل، ولكنه لن يتمكن من فعل هذا بمفرده، ولذلك ينبغي على الأب والأم أن يساعداه في هذا الأمر باتباع الإجراءات التالية:

• تبادل الحديث مع الطفل دوماً حتى يعبر عن مشاعره ومخاوفه، وبالتالي يمكن للأهل تحديد أسباب الخجل وعلاجه.
• تعزيز ثقة الطفل بنفسه: يمكن أن يعاني الطفل الخجول والانطوائي من قلة الثقة بالنفس والخوف من مواجهة المجتمع، وذلك بعد حدوث مواقف أثرت على نفسيته، وهناك يجب على الوالدين مساعدته في استعادة ثقته بذاته.
• تحفيز الطفل على التعامل مع المواقف: إن الطفل المسؤول والذي يعتمد على نفسه لن يكون خجولاً، ولذلك يجب على الوالدين تحفيز الطفل على مواجهة المواقف المختلفة بنفسه والإستقلالية قدر الإمكان.

تعديل سلوك الطفل الخجول والانطوائي

فيما يلي طرق تعديل سلوك الطفل الخجول والانطوائي:

• لا تحاول المبالغة في إدارة تقويم طفلك أو ترتيب حياته، قم بدفعه بلطف وليس بالقوة، وقد يكون وضع الكثير من المعلمين أو الدورات أو الأنشطة الرياضية أو الأنشطة الأخرى أمرًا صعبًا على الانطوائي، ولذلك امنحه وقتًا في جدوله للوقت غير المنظم حيث يمكن أن يكونوا بمفردهم.
• قم بتعليمه أننا في بعض الأحيان نحتاج إلى توسيع مناطق راحتنا. حتى الأطفال الانطوائيون يجب أن يكونوا حاضرين في المناسبات الاجتماعية حتى عندما يفضلون الاختباء في غرف نومهم بدلاً من ذلك. اعتمادًا على اختيارهم للمهن عندما يكبرون، قد يحتاجون إلى قضاء المزيد من الوقت مع الآخرين. قد يكون تعلم القليل من التسامح للعيش في عالم المنفتحين في وقت مبكر من حياتهم مفيدًا في وقت لاحق.
• لا تقارن طفلك أبداً بالأطفال الآخرين، فهذه الطريقة تجعل حالة الطفل الخجول والانطوائي أكثر سوءاً بدلاً من علاج المشكلة.
• ابحث عن السبب عن طريق مراقبة طفلك دون أن يدري، فقد يكون هناك أمور كامنة بداخله لا يريد التعبير عنها تجعله يميل للعزلة أو الخجل.
• كافىء طفلك عندما يحاول أن يبقى اجتماعياً أو لا يشعر بالحرج، ففي هذه الحالة، يبذل الطفل مجهود كبير حتى يتغلب على مشكلاته، ويستحق منك التحفيز والتقدير والمكافأة.
• أعطي طفلك الحب والحنان والاحتواء، فقد يكون في حاجة إلى تلك الأمور بشكل كبير، وقد يكون سبب ما هو فيه شعوره بالوحدة والحزن.
• لا تجعل طفلك يجلس لفترات طويلة أمام الأجهزة اللوحية، فهي من أبرز أسباب الطفل الخجول والانطوائي الذي يعيش في حالة افتراضي بعيداً عن الأشخاص.
• كن قدوة لطفلك، فلا يمكن أن تطلب من الطفل الخجول والانطوائي أن يكف عن تلك الأمور وهو يرى والده يفعلها، ابدأ أنت أولاً حتى يحاكيك طفلك في الأمور الجيدة وليس العيوب.