لا تقتصر تربية الأبناء على الأم فقط، بل يحتاج الأبناء إلى تكاتف الوالدين في تربيتهم حتى يصبحوا شخصيات جيدة ومؤثرة في المجتمع، وفي هذا المقال، سوف نعرف كيف يتعاون الأب والأم في تربية الأبناء بطريقة صحيحة.
أهمية مشاركة الأب في تربية الأبناء
ينبغي على الأب مشاركة الأم في تربية أبنائه للأسباب التالية:
- تعزيز الذكاء: يمكن للأب المشارك في تربية البناء أن يساهم في تعزيز الذكاء العاطفي لدى الطفل، وبالتالي زيادة القدرة على حل أي مشكلة تواجهه.
تقول بعض الدراسات أن الأطفال الذين يشاركون في تربيتهم خلال العام الأول من حياتهم هم الأفضل في الأداء المعرفي والتطور العقلي، ويكون لديهم ذكاء وقدرة على الاستكشاف أكثر من الأطفال الأخرين، وتكون نتائجهم أفضل في الاختبارات الدراسية والرياضية.
- الشعور بالثقة: يعتبر حينما يقوم الأب بدعم طفله، فإنه يساعده في الشعور بقيمة نفسه، ويزيد ثقته في ذاته، حيث أن التقدير من أهم الأمور التي يجب أن يشعر بها الطفل حتى يصبح شخصاً واثقاً في نفسه، ومدركاً لأهميته في الحياة، ويشعر بالسعادة.
أيضاً يساعد الدعم في الاعتياد على تقبل مختلف الأمور، وعدم الشعور باليأس والاحباط، بل سيفكر الطفل في اعادة التجربة مرة أخرى حتى ينجح ويتغلب على اخطائه، فسوف يعتاد على المثابرة وعدم تقبل الهزيمة.
- السيطرة على السلوك: حينما يقوم الأب بمساعدة ابنه على تقبل المواقف المختلفة، فإنه سوف يبقى هادئاً عند مواجهة أي مشكلة، وهو أمر جيد أن يعتاد الطفل على التحكم في سلوكياته وانفعالاته، وهي مشكلة شائعة يعاني منها كثير من الأطفال، كما أن الطفل الذي يتقبل المشكلات ويعرف كيف يتعامل معها سوف يكون أكثر قوة ويراعي الحقوق والواجبات المختلفة التي يجب أن يقوم بها.
- الاستماع لوجهات نظر مختلفة: عادةً ما يكون لدى الطفل أسئلة عديدة، وتختلف ردود أفعال الآباء عند التعامل مع هذه الأسئلة، وبناءاً على ردود الأفعال، سيكون الطفل قادرة على فهم الأمور والتعامل معها بشكل صحيح، وكلما كانت الإجابات مختلفة ومن وجهات نظر متعددة، كلما ساعد الطفل على فهم كثير من الأبعاد، وهنا تأتي أهمية مشاركة الأب والأم معاً، حيث أن الفرق بين الأم والأب في الفكر ووجهات النظر سوف يقدم العديد من الخيارات للطفل.
- الشعور بالحب: إن وجود أب مساهم في تربية الطفل سوف يجعله يشعر بأنه محبوب، إذ يساعد وجود الأب في دعم مشاعر الطفل بصورة أفضل، ويشعر الطفل أنه محاط بالحب والعاطفة من والديه، لينشأ في بيئة طبيعية وسوية، ويجد من يدعمه دوماً.
- عدم التفرقة بين الأبناء: يجب أن يحرص كل من الوالدين على المساواة بين أبنائهم، فلا يقوموا بمدح أحد الأبناء، وفي المقابل، يعبروا عن مشاعر الغضب للإبن الآخر.
فعلى سبيل المثال، يجب أن تكون علاقة الأب بإبنته قائمة على الحب والوضوح والصراحة، وكذلك مع الإبن، وعدم التفرقة بينهما كونهما مختلفان في الجنس.
كيف يتعاون الاب والام في تربية الأبناء؟
والآن نجيب على تساؤل شائع بين الآباء، وهو كيف يتعاون الاب والام في تربية الأبناء؟ للحصول على أفضل نتائج، ينصح باتباع الإجراءات التالية:
- التخطيط المسبق: من الضروري أن يقوم الأب والأم بتخطيط مسبق للتعامل مع الطفل، حتى لا يشعر بالتشتت في الآراء والقرارات، فعلى سبيل المثال.
يجب التحدث حول كيفية تأديب الطفل، النظام الغذائي المناسب، وقت النوم، والأنشطة التي يشارك فيها الطفل.
يساعد مناقشة هذه الأمور بشكل سري في الغرفة على تقليل فرص الخلافات فيما بعد، كما أنه يمنع الأطفال من تلقي رسائل مختلطة حول ما يمكنهم فعله وما لا يمكنهم فعله، بحيث يصبح الأب والأم جبهة واحداً غايتها مصلحة الأبناء.
- تقسيم المهام: على الرغم من ضرورة مشاركة الأب والأم معاً في تربية الأبناء، لكن من الضروري القيام بتقسيم المهام بينهما، بحيث لا يكون العبء على شخص واحد فقط، مثل التوصيل إلى المدرسة أو التمرين، أو حتى حجز موعد الطبيب، وحتى قراءة القصص قبل النوم.
فحينما يشعر الطفل بأن المهام مقسمة بين والديه، فسوف يصبح أكثر إدراكاً بأن كل منهما يهتم به ويحرص على مصلحته.
يمكن تقسيم المهام وفقاً لقدرات كل من الوالدين، والأوقات المناسبة لهم، بحيث لا يتخلف أي منهما عن مهامه.
- تقديم الدعم بين الآباء: قد يواجه أحد الوالدين مجموعة من الضغوط أو ينشغل في العمل أو أي مشكلة، مما يستدعي دعم من الطرف الآخر حتى لا يشعر الطفل بوجود فجوة أو نقص خلال هذه المرحلة، ولذلك ينصح بأن يكون كل من الوالدين داعماً للآخر في كل وقت، ومقدراً للمواقف التي يمكن أن تحدث.
كما أن هذا الدعم سوف يرسل بعض الرسائل الهامة للطفل، بأن الوالدين لديهم هدف واحد، وهو الاهتمام بطفلهما والحرص على مصلحته.
وحتى بدون وجود ضغوط، يجب أن يحصل كل من الزوجين على فترات راحة حتى يتمكن من استكمال المسيرة، ليتولى أحد منهما المهام لحين عودة الطرف الثاني لحالته الطبيعية، وتبادل هذه الراحة بينهما عند الحاجة.
- إظهار الامتنان: من الأمور الهامة التي توضح كيف يتعاون الأب والأم في تربية الأبناء هو إظهار الإمتنان والتقدير للطفل، وشكره ومدحه عندما يقوم بفعل صائب، مما يجعله يشعر بالتقدير، ويساعد في تشجيع ثقافة الامتنان في أسرته.
في حين أنه من واجب الوالدين رعاية أطفالهم، فإن التعبير عن الامتنان وإظهار الامتنان للعمل الذي يتم إنجازه سيؤتي ثماره.
- استشارة الخبراء: في حالة صعوبة تقسيم المهام أو تربية الأبناء، فيجب استشارة أحد الخبراء وسؤاله كيف يتعاون الأب والأم في تربية الأبناء للحصول على الطريقة الأفضل في التعامل مع الأطفال، فلا عيب من أخذ رأي شخص أكثر خبرة وفهم في هذا الأمر.
ويستلزم القيام باستشارة الخبراء في حالة وجود تعارض بين أفكار الأب والأم، فسوف يساعد هذا في التوصل إلى الحلول الأفضل في صالح الأبناء.
والآن بعد ما عرفنا كيف يتعاون الأب والأم في تربية الأبناء، يجب أن تعيد تفكيرك أيها الأب في طريقة تعاملك مع أبنائك، وتغيير أي أخطاء قمت بها من قبل لتساعد أطفالك في أن يصبحوا شخصيات جيدة وسوية في المجتمع.
علاقات>أطفالي
relationships-children